الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2739 108 - حدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن طلحة ، عن مصعب بن سعد قال : رأى سعد - رضي الله عنه - أن له فضلا على من دونه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأنهم لا ينصرون إلا بالضعفاء والصالحين في كل شيء ، عملا بإطلاق الكلام ، ولكن أهم ذلك وأقواه أن يكون في الحرب يستعينون بدعائهم ويتبركون بهم .

                                                                                                                                                                                  ومحمد بن طلحة بن مصرف بن عمرو اليامي يروي عن أبيه طلحة بن مصرف ، وهو يروي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص .

                                                                                                                                                                                  قوله : " رأى سعد " هو ابن أبي وقاص ، وهو والد مصعب الراوي عنه ، وصورة هذا مرسل ; لأن مصعبا لم يدرك زمان هذا القول ، لكنه محمول على أنه سمع ذلك عن أبيه ، وقد وقع التصريح بذلك في رواية النسائي من طريق مسعر عن طلحة بن مصرف عن مصعب عن أبيه ، قوله : " رأى " أي : ظن ، وهي رواية النسائي ، قوله : " أن له فضلا على من دونه " أي : من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أي : بسبب شجاعته ونحو ذلك من جهة الغنى وكثرة المال ، قوله : " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل تنصرون " إلى آخره ، وقال المهلب : إنما أراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول لسعد الحض على التواضع ونفي الكبر والزهو على قلوب المؤمنين ، وأخبر - صلى الله تعالى عليه وسلم - أن بدعائهم ينصرون ويرزقون ; لأن عبادتهم ودعاءهم أشد إخلاصا وأكثر خشوعا ; لخلو قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها وصفاء ضمائرهم عما يقطعهم عن الله تعالى ، فجعلوا همهم واحدا ، فزكت أعمالهم وأجيب دعاؤهم ، وفي رواية الإسماعيلي إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائهم بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم .

                                                                                                                                                                                  وروى عبد الرزاق عن مكحول أن سعدا قال : يا رسول الله ، أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ثكلتك أمك يا ابن سعد ، وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية