الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2763 131 - حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس . ح ، وحدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه أن عبد الرحمن بن عوف والزبير شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني القمل ، فأرخص لهما في الحرير ، فرأيته عليهما في غزاة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : ( في غزاة ) وهي للحرب وهذان طريقان آخران في حديث أنس ، الأول عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة ، والثاني عن محمد بن سنان أبي بكر العوفي الباهلي الأعمى ، وهو من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( شكوا ) كذا هو بالواو وهو لغة يقال شكوت وشكيت بالواو والياء ، وادعى ابن التين أنه وقع شكيا ثم قال : وصوابه شكوا لأن لام الفعل منه واو فهو مثل : دعوا الله ربهما قلت : ذكر الجوهري شكيا أيضا ، قوله : ( يعني القمل ) يعني كانت شكواهما من القمل ، فإن قلت : كان السبب في الحديث الماضي الحكة حيث قال : ( من حكة كانت بهما ) وهنا السبب القمل ، قلت : رجح ابن التين رواية الحكة وقال : لعل أحد الرواة تأوله فأخطأ ، ووفق الداودي بين الروايتين باحتمال أن يكون إحدى العلتين بأحد الرجلين ، وقال الكرماني : لا منافاة بينهما ولا منع لجمعهما ، وقال بعضهم : يمكن الجمع بأن الحكة حصلت من القمل فنسبت العلة تارة إلى السبب وتارة إلى سبب السبب . قلت : علة كل منهما سبب مستقل فلا تعلق لأحديهما بالآخر ، والحكم يثبت بسببين وأكثر ، فالأحسن ما قاله الكرماني ، قوله : ( فرأيته ) الرائي هو أنس .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية