2767 136 - حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، قال : حدثنا مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول : يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله .

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ فِي قَوْلِهِ : ( تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ ) وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَبُو يَعْقُوبَ الْفَرْوِيُّ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ فَنِسْبَتُهُ إِلَى جَدِّهِ الْمَذْكُورِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ .

قَوْلُهُ : ( تُقَاتِلُونَ ) خِطَابٌ لِلْحَاضِرِينَ ، وَالْمُرَادُ غَيْرُهُمْ مِنْ أُمَّتِهِ فَإِنَّ هَذَا إِنَّمَا يَكُونُ إِذَا نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَكُونُونَ مَعَهُ وَالْيَهُودُ مَعَ الدَّجَّالِ .

وَفِيهِ : إِشَارَةٌ إِلَى بَقَاءِ شَرِيعَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكُونُ عَلَى شَرِيعَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِيهِ : مُعْجِزَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ أَخْبَرَ بِمَا سَيَقَعُ عِنْدَ نُزُولِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تَكَلُّمِ الْجَمَادِ ، وَالْإِخْبَارُ وَالْأَمْرُ بِقَتْلِ الْيَهُودِ وَإِظْهَارُهُ إِيَّاهُمْ فِي مَوَاضِعِ اخْتِفَائِهِمْ ، قَوْلُهُ : ( فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ ) أَيْ يَقُولُ الْحَجَرُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بِأَنْ يُنْطِقَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَجَازًا لِأَنَّهُ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .

مطابقته للترجمة في قوله : ( تقاتلون اليهود ) وإسحاق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة أبو يعقوب الفروي بفتح الفاء وسكون الراء فنسبته إلى جده المذكور مات سنة ست وعشرين ومائتين .

قوله : ( تقاتلون ) خطاب للحاضرين ، والمراد غيرهم من أمته فإن هذا إنما يكون إذا نزل عيسى ابن مريم عليهما السلام فإن المسلمين يكونون معه واليهود مع الدجال .

وفيه : إشارة إلى بقاء شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن عيسى عليه السلام يكون على شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وفيه : معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بما سيقع عند نزول عيسى عليه السلام من تكلم الجماد ، والإخبار والأمر بقتل اليهود وإظهاره إياهم في مواضع اختفائهم ، قوله : ( فيقول يا عبد الله ) أي يقول الحجر : يا عبد الله بأن ينطقه الله بذلك وهو على كل شيء قدير وقيل : يحتمل أن يكون مجازا لأنه لا يبقى منهم أحد في ذلك الوقت ، والأول أولى .