الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2775 144 - حدثنا أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب على المشركين فقال : اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : ( اللهم اهزمهم وزلزلهم ) وأحمد بن محمد بن موسى أبو العباس ، يقال له مردويه السمسار الرازي ، وعبد الله هو ابن المبارك الرازي ، وإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي الكوفي ، واسم أبي خالد سعد ، ويقال هرمز ، ويقال كثير ، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي وأبو أوفى اسمه علقمة بن خالد .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في التوحيد عن قتيبة ، وفي الدعوات عن محمد بن سلام ، وفي المغازي عن محمد عن مروان بن معاوية ، وأخرجه مسلم في المغازي عن سعيد بن منصور ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعن إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر ، وأخرجه الترمذي في الجهاد عن أحمد بن منيع ، وأخرجه النسائي في السير وفي اليوم والليلة عن محمد بن منصور ، وأخرجه ابن ماجه في الجهاد عن محمد بن عبد الله بن نمير .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( اللهم ) يعني يا الله يا ( منزل الكتاب ) أي القرآن ، قوله : ( سريع الحساب ) يعني يا سريع الحساب إما أن يراد به أنه سريع حسابه بمجيء وقته ، وإما أنه سريع في الحساب ، قوله : ( اهزمهم ) أي اكسرهم وبدد شملهم ويقال قوله : ( اهزمهم وزلزلهم ) دعاء عليهم أن لا يسكنوا ولا يستقروا ولا يأخذهم قرار ، وقال الداودي : أراد أن تطيش عقولهم وترعد أقدامهم عند اللقاء فلا يثبتون ، قيل : قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سجع كسجع الكهان ، وأجيب بأن تلك أسجاع متكلفة ، وهذا اتفق اتفاقا بدون التكلف والقصد إليه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية