الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2881 245 - حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكوا العاني ، يعني الأسير ، وأطعموا الجائع ، وعودوا المريض .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة : في قوله : " فكوا العاني " وهو الأسير ، وجرير بن عبد الحميد ومنصور بن المعتمر وأبو وائل شقيق بن سلمة .

                                                                                                                                                                                  قوله " العاني " بالعين المهملة وبالنون مثل القاضي من عنا يعنو فهو عان والجمع عناة والمرأة عانية والجمع عوان ، وقال ابن الأثير : والعاني الأسير ، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا ، وقد فسره إما قتيبة أو جرير بقوله : يعني الأسير ، وفكاك الأسير فرض على الكفاية ، قال ابن بطال : على هذا كافة العلماء ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : فكاك أسرى المسلمين من بيت المال ، وبه قال إسحاق ، وعن الحسن بن علي هو على أهل الأرض التي يقاتل عليها ، وعن أحمد يفادون بالرؤوس وأما بالمال فلا أعرفه ، والحديث عام فلا معنى لقول أحمد ، وقد قال عمر بن عبد العزيز : إذا خرج الذمي بالأسير من المسلمين فلا يحل للمسلمين أن يردوه إلى الكفر فيفادوه بما استطاعوا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وأطعموا الجائع " عام يتناول كل جائع من بني آدم وغيرهم ، وإطعام الجائع فرض على الكفاية ، فلو أن رجلا يموت جوعا وعند آخر ما يحييه به بحيث لا يكون في ذلك الموضع أحد غيره ففرض عليه إحياء نفسه ، وإذا ارتفعت حالة الضرورة كان ذلك ندبا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وعودوا المريض " وعودوا أمر من العيادة ، وعيادة المريض فرض كفاية أيضا ، وقيل : سنة مؤكدة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية