الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5163 13 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من اقتنى كلبا ليس بكلب ماشية أو ضارية نقص كل يوم من عمله قيراطان"

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الثاني للترجمة وهو قوله "أو ماشية" صريحا، وللجزء الأول من حيث المعنى وهو قوله "أو ضارية" لأنه من ضرى الكلب بالصيد ضراوة أي تعود، وكان حقه أن يقال أو "ضار" ولكنه أنث للتناسب للفظ "ماشية" نحو: "لا دريت ولا تليت" وحقه تلوت، وكذلك نحو: "الغدايا والعشايا" وقيل: صفة للجماعة الصائدين أصحاب الكلاب المعتادة للصيد فسموا ضارية استعارة.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في المزارعة في باب اقتناء الكلب للحرث من رواية أبي هريرة، وفيه أيضا من رواية سفيان بن أبي زهير كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومضى أيضا من حديث أبي هريرة في كتاب بدء الخلق في (باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم" وعن سفيان بن أبي زهير أيضا فيه، ومضى الكلام فيه مستوفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قيراطان" وجاء في حديث آخر قيراط، قال ابن بطال: إنه غلظ عليهم في اتخاذها؛ لأنها تروع الناس، فلم ينتهوا فزاد في التغليظ، فجعل مكان قيراط قيراطين، وفي (التوضيح): هل هذا النقص من ماضي عمله أو من مستقبله أو قيراط من عمل النهار وقيراط من عمل الليل، أو قيراط من الفرض وقيراط من النفل؟ فيه خلاف، حكاه في (البحر) والقيراط في الأصل نصف دانق، والمراد هنا مقدار معلوم عند الله أي نقص الجزءين من أجزاء عمله.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية