الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5208 60 - حدثنا محمد بن سلام، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، ثم جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، ثم جاءه جاء فقال: أفنيت الحمر، فأمر مناديا، فنادى في الناس: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس، فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأيوب هو السختياني، ومحمد هو ابن سيرين، وفي بعض النسخ صرح بابن سيرين.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في أوائل غزوة خيبر، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد، عن أنس رضي الله تعالى عنه .. إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك، ووقع في مسلم أن الذي نادى بذلك هو أبو طلحة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: وقع عند النسائي: أن المنادي بذلك عبد الرحمن بن عوف.

                                                                                                                                                                                  قلت: لعل عبد الرحمن نادى أولا بالنهي مطلقا، ثم نادى أبو طلحة ثانيا بزيادة على ذلك، وهو قوله (فإنها رجس..) إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله (جاءه جاء) ذكر ثلاث مرات، قال بعضهم: يحتمل أن يكونوا يعني هؤلاء الجائين واحدا، فإنه قال أولا: أكلت، فإما لم يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، وإما لم يكن أمر فيها بشيء، وكذا في الثانية، فلما قال الثالثة: "أفنيت الحمر" أي لكثرة ما ذبح منها ليطبخ، صادف نزول الأمر بتحريمها.

                                                                                                                                                                                  قلت: قوله (فإنها رجس) أي نجس، وكذا وقع في رواية الطحاوي من حديث أنس قال: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر أصابوا منها حمرا، فطبخوا منها مطبخة، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها نجس، فأكفؤوا القدور.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فأكفئت) أي قلبت.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وإنها لتفور) أي لتغلي، والواو فيه للحال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية