الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5254 2 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، ثم أخذ اللبن، فقال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، ولو أخذت الخمر غوت أمتك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، قيل: محل الترجمة قوله: (غوت أمتك) وأبو اليمان بفتح الياء آخر الحروف الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب بن أبي حمزة الحمصي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه بقية الستة بأسانيد مختلفة، وقال الترمذي: رواه مالك رحمه الله تعالى، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما موقوفا، ولم يرفعه، وفيه نظر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أتي) على صيغة المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: (بإيلياء) بكسر الهمزة، وسكون الياء آخر الحروف الخفيفة مع المد، وهو اسم مدينة بيت المقدس، وقيل: بالقصر، والمعنى: عرض ذلك عليه صلى الله عليه وسلم كان بإيلياء، وقيل: جيء بثلاثة أقداح: قدح من عسل، وقدحان من خمر ولبن، وأجيب بأن عرض القدحين في إيلياء، وعرض الثلاثة عند رفعه إلى سدرة المنتهى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (للفطرة) أي: للإسلام والاستقامة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولو أخذت الخمر غوت أمتك) أي: ضلت وانهمكت في الشرب، ولكن بلطف الله تعالى اختار اللبن؛ لكونه سهلا طيبا طاهرا سائغا للشاربين سليم العاقبة.

                                                                                                                                                                                  وفيه استحباب حمد الله تعالى عند تجدد النعمة، وحصول ما كان يتوقع حصوله، واندفاع ما كان يخاف وقوعه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية