الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5324 8 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا قال: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من جهة قياس الأنبياء على نبينا صلى الله عليه وسلم، وإلحاق الأولياء بهم لقربهم منهم، وإن كانت درجتهم منحطة عنهم، والسر فيه أن البلاء في مقابلة النعمة فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد، ومن ثمة ضوعف حد الحر على العبد، قاله الكرماني.

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث مضى قبل هذا الباب، غير أنه من طريق آخر، وبينهما بعض زيادة ونقصان، أخرجه عن عبدان وهو لقب عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة بالحاء المهملة وبالزاي محمد بن ميمون السكري، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، ومعناه قد مر هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أذى" التنكير للتقليل لا للجنس; ليصح ترتب ما فوقها وما دونها في العظم والحقارة عليه بالفاء، وهو يحتمل وجهين فوقها في العظم ودونها في الحقارة، وعكس ذلك قوله: "شوكة" بالرفع بدل من أذى أو بيان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "سيئاته" جمع مضاف فيفيد العموم، فيلزم منه تكفير جميع الذنوب صغيرة وكبيرة، نرجو ذلك منك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كما تحط" بفتح التاء وضم الحاء وتشديد الطاء المهملة، أي: تلقيه منتثرا، وحاصل المعنى أن المرض إذا اشتد ضاعف الأجر، ثم زاد عليه بعد ذلك أن المضاعفة تنتهي إلى أن تحط السيئات كلها، وقد روى أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بلفظ "لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية