الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5437 وعن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة بعد يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=909964nindex.php?page=treesubj&link=32162لا يوردن ممرض على مصح، وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة حديث الأول، قلنا: ألم تحدث أنه لا عدوى، فرطن بالحبشية. قال nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثا غيره.
قوله: "وعن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة" عطف على قوله: "عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ".
قوله: "بعد" أي: بعد أن سمع منه: nindex.php?page=treesubj&link=32161 "لا عدوى" إلى آخره، يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يوردن ممرض" إلى آخره.
قوله: "لا يوردن" بنون التأكيد للنهي عن الإيراد، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "لا يورد" بلفظ النفي، وهو خبر بمعنى النهي، ومفعول "لا يوردن" محذوف، تقديره: "لا يوردن ممرض ماشية على ماشية مصح".
قوله: "ممرض" بضم الميم الأولى وسكون الثانية وكسر الراء وبالضاد المعجمة وهو اسم فاعل من الإمراض، من أمرض الرجل إذا وقع في ماله آفة، والمراد بالممرض هنا الذي له إبل مرضى.
قوله: "على مصح" بضم الميم وكسر الصاد المهملة وتشديد الحاء وهو الذي له إبل صحاح.
والتوفيق بين الحديثين بما قاله nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال، وهو أن "لا عدوى" إعلام بأنها لا حقيقة لها، وأما النهي فلئلا يتوهم المصح أن مرضها من أجل ورود المرضى عليها فيكون داخلا بتوهمه ذلك في تصحيح ما أبطله النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - من العدوى، وقال النووي: المراد بقوله: "لا عدوى" يعني ما كانوا يعتقدونه أن المرض يعدي بطبعه، ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدرة الله تعالى وجعله، وبقوله: "لا يوردن" الإرشاد إلى مجانبة ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله وقدره، وقيل: النهي ليس للعدوى، بل للتأذي بالرائحة الكريهة ونحوها.
قوله: "وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة الحديث الأول" وهو قوله: "لا عدوى" إلى آخره، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15229المستملي والسرخسي "حديث الأول" بالإضافة، وهو من قبيل قولهم: "مسجد الجامع".
قوله: "قلنا: ألم تحدث عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أنه قال: لا عدوى" إلخ، القائل nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة ومن معه في ذلك الوقت، أي: قلنا nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة: ألم تحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا عدوى إلى آخره.
قوله: "فرطن بالحبشية" قال الكرماني: أي: تكلم بالعجمية، أي: تكلم بما لا يفهم، والحاصل في ذلك أنه غضب فتكلم بما لا يفهم، ولا رطانة بالحبشية هنا حقيقة.
قوله: "غيره" أي: غير الحديث الذي هو قوله: "لا عدوى" إلى آخره.
فإن قلت: قد مضى في باب حفظ العلم أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال: "فما نسيت شيئا بعده" أي: بعد بسط الرداء بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: هو قال: "ما رأيته نسي" ولا يلزم من عدم رؤيته النسيان نسيانه، وقال في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بهذه العبارة: "لا أدري أنسي nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر" وقال ابن التين: لعل nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان سمع هذا الحديث قبل أن يسمع من النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - حديث: "من بسط رداءه ثم ضمه إليه لم ينس شيئا سمعه من مقالتي" وقيل: المراد أنه لا ينسى تلك المقالة التي قالها ذلك اليوم لا أنه ينتفي عنه النسيان أصلا، وقيل: كان الحديث الثاني ناسخا للأول فسكت عن المنسوخ، وفيه نظر لا يخفى.