الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5447 2 - حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، قال أبو بكر - رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لست ممن يصنعه خيلاء.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: وقال أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - إلخ.

                                                                                                                                                                                  وأحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي وهو شيخ مسلم أيضا، وزهير - مصغر زهر - بن معاوية، أبو خيثمة، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر، يروي عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في فضائل أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - فإنه أخرجه هناك عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله، عن موسى بن عقبة إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن أحد شقي إزاري" كذا بالتثنية في رواية النسفي والكشميهني، وفي رواية غيرهما "شق" بالإفراد، والشق بكسر الشين المعجمة الجانب، ويطلق أيضا على النصف.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يسترخي" بالخاء المعجمة، وسبب استرخائه كون أبي بكر رجلا أحنى نحيفا لا يستمسك، فإزاره يسترخي عن حقويه، وقال الكرماني: يصح أحنى بالحاء المهملة والجيم، يقال: رجل أحنى الظهر بالمهملة ناقصا، أي: في ظهره احديداب، ورجل أجنأ بالجيم مهموزا، أي: أحدب الظهر، ثم إن الاسترخاء يحتمل أن يكون من طرف القدام نظرا إلى الاحديداب، وأن يكون من اليمين أو الشمال نظرا إلى النحافة; إذ الغالب أن النحيف لا يستمسك إزاره على السوء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا أن أتعاهد ذلك منه" الاستثناء من قوله: "يسترخي" يعني يسترخي إلا عند التعاهد بذلك، وحين غفلت عنه يسترخي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لست ممن يصنعه" أي: لست أنت يا أبا بكر ممن يصنع جر الإزار خيلاء، وفي رواية زيد بن أسلم: "لست منهم".

                                                                                                                                                                                  وفيه: أنه لا حرج على من يجر إزاره بغير قصد كما ذكرناه.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: روى ابن أبي شيبة، عن ابن عمر أنه كان يكره جر الإزار على كل حال.

                                                                                                                                                                                  قلت: قال ابن بطال: هو من تشديداته، وإلا فقد روى هو حديث الباب فلم يخف عليه الحكم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية