الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5450 5 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الأول من الترجمة ظاهرة; لأنه عينها.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه النسائي في الزينة، عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة به.

                                                                                                                                                                                  وفي التوضيح: وفي الحديث تقديم وتأخير معناه: "ما أسفل من الإزار من الكعبين في النار" وقيل: يعني ما أسفل من الكعبين من الرجلين، فأما الثوب فلا ذنب له، وروى عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي داود، عن نافع، أنه سئل عن قوله في هذا الحديث: "ما أسفل من الكعبين ففي النار من الثياب ذلك، قال: وما ذنب الثياب؟ بل هو من القدمين" وقال الخطابي: يريد أن الموضع الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين من رجله في النار، كنى بالثوب عن بدن لابسه، وقد أولوا على وجهين أن ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبة له، أو أن فعله ذلك محسوب في جملة أفعال أهل النار، وقال الكرماني: كلمة ما موصولة وبعض صلته محذوف، وهو: كان، "وأسفل" خبره، ويجوز أن يرفع "أسفل" أي: ما هو أسفل، وهو أفعل، ويحتمل أن يكون فعلا ماضيا، وهذا مطلق يجب حمله على المقيد، وهو ما كان للخيلاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ففي النار" إنما دخلت الفاء لتضمن كلمة "ما" معنى الشرط، ويروى بدون الفاء، وهكذا في غالب نسخ البخاري، ورواه النسائي بالفاء.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية