الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5456 11 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جالسة وعنده أبو بكر، فقالت: يا رسول الله، إني كنت تحت رفاعة فطلقني فبت طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة، وأخذت هدبة من جلبابها، فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يؤذن له، قالت: فقال خالد: يا أبا بكر، ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا والله ما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التبسم، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته، فصارت سنة بعد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "إلا مثل هذه الهدبة".

                                                                                                                                                                                  وأبو اليمان الحكم بن نافع، وشعيب بن أبي حمزة.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في كتاب الطلاق في (باب: من أجاز طلاق الثلاث) فإنه أخرجه هناك عن سعيد بن عفير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا" أي: لا يجوز لك أن ترجعي إلى رفاعة حتى يذوق عسيلتك، والعسيلة كناية عن لذة الجماع، والعسل يؤنث في بعض اللغات.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فصارت سنة بعد" من كلام الزهري، أي: صارت هذه القضية شريعة بعد ذلك، يعني أن المطلقة ثلاثا لا تحل للزوج الأول إلا بعد جماع الزوج الثاني.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بعد" بضم الدال، هكذا رواية الكشميهني، وفي رواية غيره بعده بالضمير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية