الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5465 20 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أنه قال: أهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فروج حرير فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، ثم قال: لا ينبغي هذا للمتقين.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: فروج حرير.

                                                                                                                                                                                  ويزيد من الزيادة ابن أبي حبيب واسمه سويد المصري، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الصلاة في (باب: من صلى في فروج حرير ثم نزعه) فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف، عن الليث إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فروج حرير" بالإضافة، وفي رواية أحمد: "فروج من حرير" وفي التوضيح: الفروج بفتح الفاء وضمها، وقال ابن فارس: هو قميص صغير، قال: ويقال: هو القباء، وفي بعض الروايات مخفف الراء، وفي بعضها بالتشديد، ويحتمل أن يريد بأن أحدهما غير مضاف والآخر مضاف، كثوب حرير وباب حديد، وفي بعض الكتب ضبط أحدهما بفتح الفاء والآخر بضمها، والفتح أوجه، فافهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "نزعا شديدا " وزاد في رواية أحمد: عنيفا، أي: بقوة ومبادرة لذلك، على خلاف عادته في الرفق، ويجوز أن يكون ذلك لأجل وقوع التحريم حينئذ.

                                                                                                                                                                                  قوله: "هذا" يجوز أن يكون إشارة إلى اللبس وأن يكون إشارة للحرير لكونه حرم حينئذ، وقال ابن بطال: يمكن أن يكون نزعه لكونه كان حريرا صرفا، ويمكن أن يكون نزعه; لأنه من جنس لباس الأعاجم، وقال القرطبي: المراد بالمتقين المؤمنون; لأنهم هم الذين خافوا الله تعالى واتقوه بإيمانهم وطاعتهم له.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية