الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1924 133 - حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى عن هشام قال : أخبرني أبي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فأرجله وأنا حائض " ويحيى هو القطان ، وهشام هو ابن عروة بن الزبير .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يصغي " بضم الياء من الإصغاء أي : يدني ويميل ورأسه منصوب به ، قوله : " وهو مجاور " جملة حالية أي : معتكف ، وفي رواية أحمد : " كان يأتيني وهو معتكف في المسجد فيتكئ على باب حجرتي فأغسل رأسه وسائره في المسجد " ويؤخذ منه أن المجاورة والاعتكاف واحد وقد مر الكلام فيه عن قريب .

                                                                                                                                                                                  وفيه : جواز التنظيف والتطيب والغسل كالترجل ، والجمهور على أنه لا يكره فيه إلا ما يكره في المسجد ، وفي جوامع الفقه له أن يأكل ويشرب بعد الغروب ويحدث وينام ويدهن ويصعد المئذنة ، وإن كان بابها خارج المسجد ويغسل رأسه ويخرجه إلى باب المسجد فيغسله أهله ، وذكر أنه يخرج للأكل والشرب بعد الغروب .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن بدن الحائض طاهر إلا موضع الدم إذ لو كان نجسا لما مكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل رأسه ، وفيه : " أن يد المرأة ليست بعورة " لأن المسجد لا يخلو عن بعض الصحابة فإذا غسلت رأسه شاهدوا يدها .

                                                                                                                                                                                  وفيه : أن الاعتكاف لا يصح في غير المسجد وإلا لكان يخرج منه لترجيل الرأس .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن إخراج البعض لا يجري مجرى الكل ، ولهذا لو حلف لا يدخل بيتا فأدخل رأسه لم يحنث .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية