الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1981 39- حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17296يحيى بن بكير قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس، عن ابن شهاب قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب قال nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب: إن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651945سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: nindex.php?page=treesubj&link=22840_22838الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة.
مطابقته للترجمة من حيث إنه كالتفسير لها; لأن الربا الزيادة، والمحق النقص، فيقال: كيف تجتمع الزيادة والنقص؟ فأوضح الحديث أن الحلف الكاذب وإن زاد في المال، فإنه يمحق البركة، فكذلك قوله تعالىnindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يمحق الله الربا أي يمحق البركة من البيع الذي فيه الربا، وإن كان العدد زائدا، لكن محق البركة يفضي إلى اضمحلال العدد في الدنيا كما في حديث ابن مسعود، رواه ابن ماجه وأحمد، وقد ذكرناه عن قريب، وقال الكرماني: وجه تعلق الحديث بالترجمة هو أن المقصود أن طلب المال بالمعصية مذهب للبركة مآلا، وإن كان محصلا له حالا.
(قلت): هذا وجه بعيد; لأن طلب المال بالمعصية هو طلبه بالربا، والحديث في الحلف كاذبا، فمن أين تأتي المناسبة بهذا الوجه؟ والوجه ما ذكرناه.
ويحيى بن بكير بضم الباء الموحدة هو يحيى بن عبد الله بن بكير المصري، والليث بن سعد المصري، ويونس بن يزيد الأيلي، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري المدني، وابن المسيب هو سعيد بن المسيب بن حزن، كان ختن أبي هريرة على ما أبنته، وأعلم الناس بحديث أبي هريرة، والحديث أخرجه مسلم في البيوع أيضا، عن زهير بن حرب، وعن أبي الطاهر بن السرح، وحرملة بن يحيى، وأخرجه أبو داود فيه، عن ابن السرح، وعن أحمد بن صالح، وأخرجه النسائي فيه عن ابن السرح به.
قوله: "الحلف" بفتح الحاء المهملة وكسر اللام، وعن ابن فارس بسكون اللام أيضا، وأراد به اليمين الكاذبة.
قوله: "منفقة" بفتح الميم وسكون النون وفتح الفاء والقاف، على وزن مفعلة بلفظ اسم المكان، من نفق المبيع إذا راج، ضد كسد.
قوله: "ممحقة" كذلك، بفتح الميم، من المحق، وقد مر تفسيره عن قريب، وقال ابن التين: كلاهما بفتح الميم.
(قلت): كلاهما بلفظ اسم المكان للمبالغة، وهما في الأصل مصدران ميميان، والمصدر الميمي يأتي للمبالغة، ويروى كلاهما بصيغة اسم الفاعل يعني بضم الميم فيهما، وكسر الحاء في "ممحقة" والفاء في "منفقة".
(فإن قلت): الحلف مبتدأ، ومنفقة خبره، والمطابقة بين المبتدأ والخبر شرط في التذكير والتأنيث؟ .
(قلت): التاء في "منفقة" و"ممحقة" ليست للتأنيث بل هي للمبالغة، وقوله: "ممحقة" خبر بعد خبر.