الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2041 وقال بعضهم عن ابن سيرين: صاعا من طعام، وهو بالخيار ثلاثا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  التعليق عن محمد بن سيرين رواه مسلم حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد، حدثنا أبو عامر يعني العقدي حدثنا قرة، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فإن ردها رد معها صاعا لا سمراء" ورواه الترمذي أيضا، ثم قال: معنى من طعام لا سمراء لا بر، وقال البيهقي: المراد بالطعام هنا التمر لقوله: لا سمراء.

                                                                                                                                                                                  (قلت): لا يعلم أن المراد من الطعام هاهنا التمر، ولا قوله: "لا سمراء" يدل عليه; لأن الذي يفهم منه أن لا يكون قمحا، وغيره أعم من أن يكون تمرا أو غيره، وقال بعضهم: وروى ابن المنذر من طريق ابن عون عن ابن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول: "لا سمراء، تمر ليس ببر" فهذه الرواية تبين أن المراد بالطعام التمر، ولما كان المتبادر إلى الذهن أن المراد بالطعام القمح نفاه بقوله: "لا سمراء" ورد هذا بما رواه البزار من طريق أشعث بن عبد الملك، عن ابن سيرين بلفظ: "إن ردها ردها ومعها صاع من بر لا سمراء".

                                                                                                                                                                                  (قلت): الظاهر من قوله: "لا سمراء" نفي لقمح مخصوص وهي الحنطة الشامية، وقد روى الطحاوي من طريق أيوب عن ابن سيرين أن المراد بالسمراء الحنطة الشامية وهي كانت أغلى ثمنا من البر الحجازي، فكأنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - أمر برد الصاع من البر الحجازي; لأن البر الشامي لكونه أغلى ثمنا قصد التخفيف عليهم، وجاء في الحديث أيضا أن الطعام غير التمر، وهو ما رواه أحمد بإسناد صحيح، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من الصحابة نحو حديث الباب، وفيه: وإن ردها رد معها صاعا من تمر، فإن ظاهره يقتضي التخيير بين التمر والطعام وأن الطعام غير التمر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية