الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2059 116 - حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني نافع، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كانوا يتبايعون الطعام في أعلى السوق فيبيعونه في مكانهم، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبيعوه في مكانه حتى ينقلوه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا لبيان الموعود الذي وعده بقوله: بينه حديث عبيد الله العمري، عن نافع الذي روى عنه يحيى القطان، وقال بعضهم: أراد البخاري بذلك الرد على من استدل به على جواز تلقي الركبان لإطلاق قول ابن عمر: "كنا نتلقى الركبان" ولا دلالة فيه; لأن معناه أنهم كانوا يتلقونهم في أعلى السوق كما في رواية عبيد الله بن عمر، عن نافع، وقد صرح مالك في روايته عن نافع بقوله: "ولا تلقوا السلع حتى يهبط بها إلى السوق" فدل على أن التلقي الذي لم ينه عنه إنما هو ما بلغ السوق. انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: البخاري لم يورد هذا الحديث لما ذكره هذا القائل؛ لأنه صرح بأنه لبيان المراد من حديث جويرية عن نافع، ولو أراد هذا الذي ذكره لكان ترجم له، ووجه بيانه هو أن التلقي المذكور في حديث جويرية كان إلى أعلى السوق، بينه حديث عبيد الله، حيث قال: كانوا يتبايعون الطعام في أعلى السوق، ففهم منه أن التلقي إلى خارج البلد هو المنهي عنه لا غير.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حتى ينقلوه" الغرض منه حتى يقبضوه; لأن العرف في قبض المنقول أن ينقل عن مكانه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية