الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2074 131 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المزابنة والمحاقلة، والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر في رؤوس النخل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وداود بن الحصين بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة مولى عمرو بن عثمان بن عفان، مات سنة خمس وثلاثين ومائة، وأبو سفيان مشهور بكنيته حتى قال الحاكم: لا يعرف اسمه، وقال الكلاباذي: اسمه قزمان بضم القاف وسكون الزاي، وكذا روى أبو داود عن شيخه القعنبي في سننه، وابن أبي أحمد هو عبد الله بن أبي أحمد بن جحش الأسدي ابن أخي زينب بنت جحش أم المؤمنين، وحكى الواقدي أن أبا سفيان كان مولى لبني عبد الأشهل، وكان يجالس عبد الله بن أبي أحمد فنسب إليه.

                                                                                                                                                                                  ورجال هذا الحديث كلهم مدنيون إلا شيخ البخاري، وليس لداود هذا ولا لشيخه في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في الباب الذي يليه.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في البيوع أيضا، عن أبي الطاهر بن السرح، عن ابن وهب، وأخرجه ابن ماجه في الأحكام، عن محمد بن يحيى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "نهى عن المزابنة والمحاقلة" قد مر تفسيرهما عن قريب، وفسر هنا المزابنة بقوله: "والمزابنة اشتراء الثمر" بالثاء المثلثة "بالتمر" بالتاء المثناة من فوق، في رؤوس النخل، وزاد ابن مهدي عن مالك عند الإسماعيلي لفظ كيلا، وهو موافق لحديث ابن عمر الذي قبله، وقال بعضهم: ذكر الكيل ليس بقيد .

                                                                                                                                                                                  (قلت): لا نسلم ذلك; لأن الاشتراء بماذا يكون، ومعيار الزبيب والتمر هو الكيل، ووقع في الموطأ في هذا الحديث تفسير المحاقلة بقوله: والمحاقلة كراء الأرض، وكذا وقع في رواية مسلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية