الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8386 - من أراد أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده (قط في الأفراد) عن أنس ، (حل) عن أبي هريرة وعن سمرة - (ض)

التالي السابق


(من أراد) وفي رواية أبي نعيم: من سره (أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده) زاد الحاكم في روايته: فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه، فمنزلة الله عند العبد في قلبه على قدر معرفته إياه، وعلمه به، وإجلاله وتعظيمه، والحياء والخوف منه، وإقامة الحرمة لأمره ونهيه، والوقوف عند أحكامه بقلب سليم ونفس مطمئنة، والتسليم له بدنا وروحا وقلبا، ومراقبة تدبيره في أموره، ولزوم ذكره، والنهوض بأثقال نعمه ومننه، وترك مشيئته لمشيئته، وحسن الظن به، والناس في ذلك درجات، وحظوظهم بقدر حظوظهم من هذه الأشياء، فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عنده، وعكسه بعكسه اهـ. وقال ابن عطاء الله: إذا أردت أن تعرف مقامك عنده فانظر ما أقامك فيه، فإن كان في الخدمة فاجتهد في تصحيح عبوديتك، وداوم المراقبة في خدمتك؛ لأن شرط العبودية المراقبة في الخدمة لمراد المولى وهي المعرفة؛ لأنك إذا عرفت أنه أوجدك وأعانك واستعملك فيما شاء وأنت عاجز، عرفت نفسك وعرفت ربك ولزمت طاعته، وقال بعض العارفين: إن أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر فيما يقيمك، متى رزقك الطاعة والغنى به عنها فاعلم أنه أسبغ نعمه عليك ظاهرة وباطنة، وخير ما تطلبه منه ما هو طالبه منك

(قط في الأفراد عن أنس) بن مالك (حل عن أبي هريرة وعن سمرة ) ولما رواه مخرجه أبو نعيم قال: إنه غريب من حديث صالح المزي، وصالح المزي قال الذهبي في الضعفاء: قال النسائي وغيره: متروك، ورواه الحاكم عن جابر ، وزاد فيه ما ذكر .



الخدمات العلمية