الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8447 - من أصاب من شيء فليلزمه (هـ) عن أنس - (ض)

التالي السابق


(من أصاب من شيء فليلزمه) أي من أصاب من أمر مباح خيرا لزمه ملازمته ولا يعدل عنه إلى غيره إلا بصارف قوي؛ لأن كلا ميسر لما خلق له، ذكره الطيبي، وفي رواية: من حضر له في شيء فليلزمه، قال الزمخشري : أي من بورك له في نحو صناعة أو حرفة أو تجارة فليقبل عليها، قال في الحكم: من علامة إقامة الحق لك في الشيء إدامته إياك فيه مع حصول النتائج

[تنبيه] قال الراغب: فرق الله هم الناس للصناعات المتفاوتة، وجعل آلاتهم الفكرية والبدنية مستعدة لها، فجعل لمن قيضه لمراعاة العلم والمحافظة على الدين قلوبا صافية، وعقولا بالمعارف لائقة، وأمزجة لطيفة، وأبدانا لينة، ومن قيضه لمراعاة المهن الدنيوية كالزراعة والبناء جعل لهم قلوبا قاسية، وعقولا كزة، وأمزجة غليظة، وأبدانا خشنة، وكما أنه محال أن يصلح السمع للرؤية والبصر للسمع، فمحال أن يكون من خلق للمهنة يصلح للحكمة، وقد جعل الله كل جنس من الفريقين نوعين: رفيعا ووضيعا، فالرفيع من تحرى الحذق في صناعته، وأقبل على عمله، وطلب مرضاة ربه بقدر وسعه، وأدى الأمانة بقدر جهده

(هـ) من حديث فروة بن يونس (عن أنس ) قال الزمخشري : وفروة تكلم فيه الأزدي، وقال غيره: نسب إلى الضعف والوضع انتهى. لكن رواه عنه البيهقي وكذا القضاعي بلفظ: "من رزق" بدل "من أصاب" وهو يعضده .



الخدمات العلمية