الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8476 - من اعتز بالعبيد أذله الله (الحكيم) عن عمر - (صح)

التالي السابق


(من اعتز بالعبيد أذله الله) يحتمل الدعاء لأنه طلب العز من غير الله العزيز وتعلق بالأسباب دون مسببها، فاستوجب الدعاء عليه، أو هو خبر عن أن العبيد كلهم أذلاء تحت قهر العزيز، فمن لجأ إلى أحد منهم فقد تعجل ذلا آخر على ذله، وإنما سموا عبيدا لذلهم، من قولهم: طريق معبد أي مذلل بالأقدام، وأيا ما كان فالعزة لله، والاعتزاز بالعبيد من الجهل به، وجهل العبد يذله لأنه مفتون بجميع من دونه، والاعتزاز بالبشر هو الامتناع به من النوائب، فمن امتنع بما لا يملك به لنفسه نفعا ولا ضرا فقد ذل، ومن اعتز بعرض الدنيا فهو المخذول في دينه الساقط من عين الله

[تنبيه] قال في الحكم: إذا أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعز بعز يفنى. العطاء من الخلق حرمان، والمنع من الله إحسان، جل ربنا أن يعامل العبد نقدا فيجازيه نسيئة، إن الله حكم بحكم قبل خلق السماوات والأرض أن لا يطيعه أحد إلا أعزه ولا يعصيه أحد إلا أذله، فربط مع الطاعة العز ومع المعصية الذل، كما ربط مع الإحراق النار، فمن لا طاعة له لا عز له، قال الحكيم: الاعتزاز بالعبيد منشؤه من حب العز وطلبه له، فإذا طلب العز للدنيا وطلبه من العبيد ترك العمل بالحق والقول به لينال ذلك العز، فيعزوه ويعظموه، وعاقبة أمره الذلة، وأنه سبحانه يمهل المخذول وينتهي به إلى أن يستخف لباس الذل، فعندها يلبسه إما في الدنيا أو يوم خروجه فيها، فيخرجه من أذل ذلة وأعنف عنف

(الحكيم) الترمذي وكذا العقيلي في الضعفاء وأبو نعيم في الحلية (عن عمر) بن الخطاب، وفيه عبد الله بن عبد الله الأموي، قال في الميزان عن العقيلي : لا يتابع على حديثه، أورد له هذا الخبر، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخالف في روايته.



الخدمات العلمية