الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8516 - من أكل بالعلم طمس الله على وجهه، ورده على عقبيه، وكانت النار أولى به (الشيرازي) عن أبي هريرة - (ض)

التالي السابق


(من أكل بالعلم) يعني اتخذ علمه ذريعة إلى جلب المال والتكالب على جمعه رجاء أن يقضي من الدنيا وطره ويتنعم بأكل الطيبات (طمس الله على وجهه) وفي رواية الديلمي : طمس الله عز وجل عينيه (ورده على عقبيه وكانت النار أولى به) وإن انتفع الناس بعلمه؛ لأن ما أفسد بعلمه أكثر مما أصلحه بقوله، إذ لا يستجري الجاهل على الرغبة في الدنيا إلا باستجراء العالم واتخاذهم العلم مجلبة لحطامها، فقد صار علمه سببا لجرأة عباد الله على معاصيه، ونفسه الجاهلة مع ذلك تمنيه وترجيه وتخيل له أنه خير من كثير من الناس، وبذلك ينقطع عن التوبة فيخاف عليه سوء الخاتمة، فإياك يا مسكين أن تذعن لتزويره وتتدلى بحبل غروره، قال حجة الإسلام: والعلم النافع مما يزيد الخوف من الله والبصيرة بعيوب النفس، ويقلل الرغبة في الدنيا، ويزيد الرغبة في الآخرة، ويطلع على مكائد الشيطان وغروره وكيفية تلبيسه على علماء الشر حتى عرضهم لمقت الله وسخطه، حيث أكلوا الدنيا بالدين واتخذوا العلم ذريعة إلى أخذ الأموال من السلاطين وأكل أموال الأوقاف واليتامى والمساكين، وصرف هممهم طول نهارهم إلى طلب الجاه والمنزلة في قلوب الخلق، واضطرهم ذلك إلى المماراة والمنافسة والمباهاة - إلى هنا كلام الحجة

(الشيرازي) في الألقاب (عن أبي هريرة ) ورواه عنه أيضا أبو نعيم والديلمي .



الخدمات العلمية