الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8550 - من باع دارا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها (هـ الضياء) عن حذيفة - (صح)

التالي السابق


(من باع دارا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها) لأنها ثمن الدنيا المذمومة، وقد خلق الله الأرض وجعلها مسكنا لعباده، وخلق الثقلين ليعبدوه، وجعل ما على الأرض زينة لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملا فصارت فتنة لهم إلا من رحم ربك فعصمه، وصارت سببا للمعاصي فنزعت البركة منها، فإذا بيعت وجعل ثمنها متجرا لم يبارك له في ثمنها، ولأنه خلاف تدبيره تعالى في جعل الأرض مهادا. وأما إذا جعل ثمنها في مثلها فقد أبقى الأمر على تدبيره الذي هيأه له فيناله من البركة التي بارك فيها، فالبركة مقرونة بتدبيره تعالى لخلقه. قال الطيبي: وبيع الأراضي وصرف ثمنها إلى أرض أو دار، قال الحرالي: والبيع رغبة المالك عما في يده إلى ما في يد غيره

(هـ) في الأحكام ( والضياء ) المقدسي (عن حذيفة ) بن اليمان، ورواه عنه أيضا الطبراني وغيره. قال الهيثمي: وفيه الصباح بن يحيى وهو متروك، ورواه عنه أحمد وغيره، وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وقد ضعفوه، ورواه عنه أيضا ابن ماجه عن سعيد بن حريث: من باع منكم دارا أو عقارا قمن - بالقاف - أن لا يبارك له إلا أن يجعله في مثله، وقال المصنف: هذا متواتر كذا قال.



الخدمات العلمية