الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8626 - من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (حم خ ن هـ) عن أبي هريرة - (صح)

التالي السابق


(من حج) زاد الطبراني والدارقطني : أو اعتمر (لله) أي لابتغاء وجه الله طلبا لرضاه، والمراد الإخلاص بأن لا يكون قصده نحو تجارة أو زيارة، ويحتمل بتكلف الحمل على الظاهر من أن المراد ابتغاء النظر إلى وجه الله في الآخرة ورجاء الجنة والتخلص من النار (فلم يرفث) أي يفحش من القول أو يخاطب امرأة بما يتعلق بجماع، وفاؤه مثلثة في الماضي والمضارع، قال ابن حجر: والأفصح الفتح في الماضي والضم في المستقبل (ولم يفسق) أي لم يخرج عن حد الاستقامة بفعل معصية أو جدال أو مراء أو ملاحاة نحو رقيق أو أجير، والفاء في "فلم يرفث" عطف على الشرط وجوابه (رجع) أي صار (كيوم) بجره على الإعراب وبفتحه على البناء وإضافته لقوله (ولدته أمه) في خلوه عن الذنوب، وهو يشمل الكبائر والتبعات، وإليه ذهب القرطبي وعياض، لكن قال الطبري : وهو محمول بالنسبة إلى المظالم على من تاب وعجز عن وفائها، وقال الترمذي : هو مخصوص بالمعاصي المتعلقة بحق الله لا العباد، ولا يسقط الحق نفسه، بل من عليه صلاة يسقط عنه إثم تأخيرها لا نفسها، فلو أخرها بعده تحدد إثم آخر، ولم يذكر الجدال مع النهي عنه في الآية؛ لأنه أريد به الخصومة مع الرفقاء اكتفاء بذكر البعض، أو خروجا عن حدود الشريعة في الفسق، أو لاختلاف في الموقف لم يحتج لذكره هنا

(حم خ ن هـ عن أبي هريرة ) ظاهر صنيع المصنف أنه من تفردات البخاري عن صاحبه والأمر بخلافه، فقد عزاه لهما جمع منهم الصدر المناوي.



الخدمات العلمية