الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8766 - من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة (حم ق ن هـ) عن ابن عمر - (صح)

التالي السابق


(من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها) أي من شربها حتى مات، وفي كلمة "ثم" إشارة إلى أن تراخي التوبة لا يمنع قبولها ما لم يغرغر (حرم منها) بضم الحاء وبالتخفيف، وفي رواية مسلم : حرمها (في الآخرة) يعني حرم دخول الجنة إن لم يعف عنه، إذ ليس ثم إلا جنة أو نار، والخمر من شراب الجنة، فإذا لم يشربها في الآخرة لا يدخلها؛ لأن شربها مرتب على دخولها فكأنه قال: من شربها لا يدخل الجنة، أو المراد: جزاؤه أن يحرم شربها في الآخرة عقوبة له وإن دخلها، كذا في المنضد ورجح، واعترض بأنه يتألم بذلك والألم العقوبة والجنة ليست بدارها، ورد بمنع تألمه لجواز نزع شهوتها منه، واعترض بأنه إذا لم يتألم لا يكون منعها جزاء فلا يرتدع عنه في الدنيا، والحديث ورد لذلك، ومنع بأنه إذا لم يتألم لا يلتذ بها أيضا، وكفى به جزاء

(حم ق ن هـ عن ابن عمر) بن الخطاب، ولفظ رواية مسلم : من شرب الخمر في الدنيا فلم يتب منها حرمها في الآخرة فلم يسقها، وخرج بقوله "لم يتب" ما لو تاب فلا يدخل في هذا الوعيد، وفيه أن التوبة من الذنب مكفرة له، وبه صرح الكتاب والسنة، قال القرطبي : وهو مقطوع به في الكفر أما غيره فهل هو مقطوع أو مظنون؟ قولان، والذي أقوله أن من استقرأ الشريعة قرآنا وسنة علم القطع واليقين أن الله يقبل توبة الصادقين.



الخدمات العلمية