الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8899 - من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار (ت) عن ابن عباس - (صح)

التالي السابق


(من قال في القرآن بغير علم) أي من قال فيه قولا يعلم أن الحق غيره، أو من قال في مشكلة بما لا يعرف من مذهب الصحب والتابعين (فليتبوأ مقعده من النار) أي فليتخذ لنفسه نزلا فيها حيث نصب نفسه صاحب وحي يقوله ما شاء، قال ابن الأثير: النهي يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون له في الشيء رأي وإليه ميل من طبعه وهواه، فيتناول القرآن على وفقه محتجا به لغرضه، ولو لم يكن له هوى لم يلح له منه ذلك المعنى، وهذا يكون تارة مع العلم كمن يحتج منه بآية على تصحيح بدعته عالما بأنه غير مراد بالآية، وتارة يكون مع الجهل بأن تكون الآية محتملة، فيميل فهمه إلى ما يوافق غرضه، ويرجحه برأيه وهواه، فيكون فسر برأيه؛ إذ لولاه لم يترجح عنده ذلك الاحتمال، وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن، فيستدل به بما يعلم أنه لم يرد به، كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي بقوله اذهب إلى فرعون إنه طغى ويشير إلى قلبه ويومئ إلى أنه المراد بفرعون، وهذا يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسينا للكلام وترغيبا للسامع وهو ممنوع، الثاني أن يتسارع إلى تفسيره بظاهر العربية بغير استظهار بالسماع والنقل يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمبدلة والاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير، فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية ،كثر غلطه ودخل في زمرة من فسر القرآن بغير علم، فالنقل والسماع لا بد منهما أولا، ثم هذه تستتبع التفهم والاستنباط، ولا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر. إلى هنا كلامه

(ت) في التفسير (عن ابن عباس ) ورواه عنه أيضا أبو داود في العلم، والنسائي في الفضائل خلافا لما أوهمه صنيع المصنف من تفرد الترمذي به عن الستة، ثم إن فيه من جميع جهاته عبد الأعلى بن عامر الكوفي، قال أحمد وغيره: ضعيف، وردوا تصحيح الترمذي له.



الخدمات العلمية