الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9129 - الماء لا ينجسه شيء (طس) عن عائشة - (ح)

التالي السابق


(الماء) زاد في رواية أبي داود: طهور (لا ينجسه شيء) هذا متروك الظاهر فيما إذا تغير بالنجاسة اتفاقا، رخصه الشافعية والحنابلة بمفهوم خبر أبي داود وغيره " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا " فينجس ما دونها بكل حال، وأخذ مالك وجمع بإطلاقه فقالوا: لا ينجس الماء إلا بالتغير، و "أل" في قوله "الماء" للاستغراق أو للعهد أو الماء المسؤول عنه وهو ماء بئر بضاعة، ويعلم حكم غيره بطريق الأولى، أو لبيان الجنس، أي أن هذا هو الأصل في الماء، وقوله "طهور" بفتح الطاء على المشهور لأن المراد به الماء. قال ابن العراقي: في أصل سماعنا، "ولا ينجسه شيء" بالواو، وفي الرواية الأخرى بحذفها، والأولى تدل على أن قوله "لا ينجسه شيء" ليس تفسيرا لقوله "الماء طهور"، بل حكم على الماء بأمرين: بكونه طهورا، وبكونه لا ينجسه شيء، ولا يلزم من الطهورية عدم التنجس

(طس عن عائشة ) ، وقضية كلام المؤلف أنه لم يخرجه أحد في الكتب الستة، وهو عجيب، فقد خرجه النسائي باللفظ المزبور عن أبي سعيد الخدري ولفظه: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة، فقلت: أتتوضأ منها وهو يطرح فيها ما يكره من النتن؟ فقال " الماء لا ينجسه شيء "، وهو حديث حسنه اليعمري وغيره، ورواه عنه أبو داود بلفظ: " الماء طهور لا ينجسه شيء ". قال الولي العراقي بعد ما حكى اختلاف الناس فيه: والحديث صحيح، ورواه أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما، والدارقطني عن سهل بن سعد يرفعه، ورمز المؤلف لحسنه.



الخدمات العلمية