الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9156 - المؤمن أخو المؤمن لا يدع نصيحته على كل حال (ابن النجار) عن جابر - (ض)

التالي السابق


(المؤمن أخو المؤمن) أي في الدنيا إنما المؤمنون إخوة وإذا كان أخاه فينبغي أن يعاشره معاشرة الأخوة في التحابب والتصافي وتجنب التجافي، قال الزين العراقي: وهذه الأخوة دون الأخوة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه حين قدم المدينة، ولهذه الأخوة مزية على أخوة الإسلام، قال العامري: قد يطلق المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمن ويريد جملة من يسمى مؤمنا، وقد يريد الخواص، وقد يريد خواص الخواص، ويعرف بقرائن الحديث، وقوله هنا "أخو المؤمن" أراد أخوة الاشتباه في صفة الإيمان، كقوله تعالى إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ولم يرد هنا أخوة النسب، فجعل علامة الإيمان معاضدته له في الخير والنفع ودفع المضار وجلب المسار، وقيل: الأخوة مشتقة من الأخية للفرس، تضرب في الأرض فيشد بها، فتمنعه من الضياع (لا يدع نصيحته على كل حال) أي لا ينبغي له أن يترك نصحه في حال من الأحوال على الوجه اللائق بحسب ما يقتضيه المقام، فإن اقتضى الإعلان فعل، وإن اقتضى الإسرار لا يعلن، فالنصيحة في الملإ بالحق حق وهي فضيحة لا يفعلها إلا الجهلاء، إذ فائدة النصيحة المشروعة حصول النفع وثبوت الود، وهي في الملإ لا تقبل، بل تثمر عداوة فهي مذمومة لذلك، ولكونها تخجل وتلجئ المخاطب بالنصح إلى الكذب في اعتذاره أو خذله، فيكون سببا لفساد كثير، فطريقه أن ينصحه في خلوة بطريق حسن، فما كل مأمور به يجري على ظاهره

(ابن النجار) في تاريخه (عن جابر) بن عبد الله.



الخدمات العلمية