3378 [ ص: 150 ] 25 - باب: علامات النبوة في الإسلام
3571 - حدثنا حدثنا أبو الوليد، سلم بن زرير، سمعت قال: حدثنا أبا رجاء عمران بن حصين أبو بكر، وكان لا يوقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من منامه حتى يستيقظ، فاستيقظ فقعد عمر، أبو بكر عند رأسه فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى استيقظ النبي- صلى الله عليه وسلم- فنزل وصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا، فلما انصرف قال: "يا فلان، ما يمنعك أن تصلي معنا". قال: أصابتني جنابة. فأمره أن يتيمم بالصعيد، ثم صلى، وجعلني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في ركوب بين يديه، وقد عطشنا عطشا شديدا، فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، فقلنا لها: أين الماء؟ فقالت: إنه لا ماء. فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة. فقلنا: انطلقي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. قالت: وما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي- صلى الله عليه وسلم- فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها مؤتمة، فأمر بمزادتيها غير أنه لم نسق بعيرا، وهي تكاد تنض من الملء ثم قال: "هاتوا ما عندكم". فجمع لها من الكسر والتمر، حتى أتت أهلها، قالت: لقيت أسحر الناس، أو هو نبي كما زعموا. فهدى الله ذاك الصرم بتلك المرأة، فأسلمت وأسلموا. فمسح في العزلاوين، فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا، فملأنا كل قربة معنا وإداوة، [انظر: 344- مسلم: 682- فتح: 6 \ 580] أنهم كانوا مع النبي- صلى الله عليه وسلم- في مسير، فأدلجوا ليلتهم حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ من منامه