الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3556 [ ص: 367 ] 29 - باب: مناقب فاطمة- عليها السلام-. وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة"

                                                                                                                                                                                                                              3767 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: " فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني". [انظر: 926- مسلم: 2449- فتح: 7 \ 105]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكرت ترجمتها في "رجال العمدة" فبلغ نحو نصف كراسة، وأفرد الحاكم ترجمتها بالتأليف، وذكر البخاري في الباب حديثا معلقا وآخر مسندا فقال:

                                                                                                                                                                                                                              وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة".

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في آخر باب علامات النبوة مسندا من حديث عائشة- رضي الله عنها- بلفظ: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين"، وفي "المستدرك"، وقال: صحيح الإسناد من حديث حذيفة - رضي الله عنه-: أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- ملك من السماء استأذن أن يسلم عليه - لم ينزل قبلها- قال: "فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة"، وذكر في كتاب "فضائل فاطمة" من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- قال علي- رضي الله عنه-: لقد علمتم أني أخو النبي- صلى الله عليه وسلم- ووزيره، وزوج ابنته سيدة ولده، وسيدة نساء أهل الجنة، وللعسكري: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين" ولا يعارض هذا حديث ابن عباس مرفوعا: "أفضل نساء أهل الجنة أربعة: خديجة وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 368 ] وأما الحديث المسند فحديث ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني".

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث رواه عبد الله بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه الترمذي من حديث أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير به، ثم قال: حسن صحيح. قال: هكذا قال أيوب، وقال غير واحد عن ابن أبي مليكة عن المسور، ويحتمل أن يكون ابن أبي مليكة رواه عنهما جميعا.

                                                                                                                                                                                                                              وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن علي بن حسين أن فاطمة أرادت حل أبي لبابة من ربطه نفسه لما قال لبني قريظة ما قال: أقسمت أن لا يحلني أحد إلا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إن فاطمة بضعة مني" وهو دال كما قال السهيلي: إن من سبها فقد كفر، ومن صلى عليها فقد صلى على أبيها، وقد ذكر البخاري في الأدب من "صحيحه" أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: "أنت سيدة هذه الأمة".




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية