الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3427 3716 - فقالت: سارني النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت. [انظر: 3624- مسلم: 2450- فتح: 7 \ 78].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق أربعة أحاديث:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث عائشة- رضي الله عنها- أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وفي آخره: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحب إلي أن أصل من قرابتي.

                                                                                                                                                                                                                              ثانيها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث ابن عمر- رضي الله عنه- عن أبي بكر- رضي الله عنه- قال: ارقبوا محمدا- صلى الله عليه وسلم- في أهل بيته.

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث المسور بن مخرمة- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 317 ] رابعها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث عائشة عن فاطمة- رضي الله عنها- في بكائها ثم ضحكها. وقد سلف.

                                                                                                                                                                                                                              وتعليقه الأول: أسنده في أواخر باب: علامات النبوة من حديث عائشة- رضي الله عنها- وسلف بلفظ: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة-أو- نساء المؤمنين".

                                                                                                                                                                                                                              في إرسال فاطمة طلب ميراثها طلب الكفاف، وترك إضاعة المال، وأنها لم تكن علمت قوله: "لا نورث".

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أنه- صلى الله عليه وسلم- كان أبقى رباعه لقوت أهله في حياته ومماته، وما يعرض له من أمور المسلمين.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أنه كان له في الخمس حظ.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن صدقة رباعه الوقف ليس أن تسأل للفقراء.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن لبني هاشم حقا في مال الله وهو من الفيء والخمس والجزية وشبه ذلك; ليتنزهوا عن الصدقة، (وتشهد) علي، إلى آخر الحديث ليس من هذا، إنما كان ذلك بعد موت فاطمة، وقد أتى به في موضع آخر.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (لقرابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحب إلي أن أصل من قرابتي) يعني: أنه لا آلوهم فيما يجب لهم.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (ارقبوا محمدا- صلى الله عليه وسلم- في أهل بيته). أوصى بذلك الناس، قال ابن فارس: (أرقبت الحائط والمطر).

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 318 ] المرقب: المكان المشرف العالي يقف عليه الرقيب.

                                                                                                                                                                                                                              وروي أنه- صلى الله عليه وسلم- أصبح يوما خاثرا، فقيل له في ذلك: فقال: "رأيت أمتي تقتل حسينا".

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              بنت سيدنا تكنى: أم أبيها; أنكحها علي بعد وقعة أحد بنت خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف. وكان سن علي- رضي الله عنه- يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر، ماتت بعد سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر على الأصح، وقيل: بثلاثة قاله مالك. بنت إحدى وعشرين أو سبع أو ثمان، وقيل: خمس وثلاثين، وترجمتها موضحة في (رجال العمدة).




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية