5397 5729 - حدثنا أخبرنا عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عبد الله بن عباس، - رضي الله عنه - خرج إلى عمر بن الخطاب الشأم حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد - وأصحابه - فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض أبو عبيدة بن الجراح الشأم. قال فقال ابن عباس: ادع لي عمر: المهاجرين الأولين. فدعاهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشأم، فاختلفوا. فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه. وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. فقال: ارتفعوا عني.
ثم قال: ادعوا لي الأنصار. فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني. ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح. فدعوتهم، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى في الناس: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه. قال عمر أفرارا من قدر الله؟ فقال أبو عبيدة بن الجراح: لو غيرك قالها يا عمر: أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان: إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء - وكان متغيبا في بعض حاجته - فقال: إن عندي في هذا علما، عبد الرحمن بن عوف
[ ص: 456 ] سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " قال: فحمد الله إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه". ثم انصرف. عمر [5730، 6973 - مسلم: 2219 - فتح 10 \ 179] أن