356 الأصل

[ 88 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة قالت: كل [ ص: 238 ] ذلك قد فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قصر الصلاة في السفر وأتم.

التالي السابق

الشرح

الشَّرْحُ

طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو: هُوَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَكِّيُّ.

يَرْوِي عَنْ: عَطَاءٍ. لَيَّنُوهُ وَتَكَلَّمُوا فِيهِ.

وَرَوَى الْحَدِيثَ الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَطَاءٍ أَيْضًا.

وَقَوْلُ عَائِشَةَ: كُلَّ ذَلِكَ قَدْ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَصْرِ وَالْإِتْمَامِ فَقَالَتْ: قَدْ قَصَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَتَمَّ، وَبَيَّنَتْ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا جَائِزٌ، وَبَيَّنَ بِهِ أَنَّ الْقَصْرَ لَيْسَ بِعَزِيمَةٍ، وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ لَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ تُشْعِرُ بِأَنَّهُ رُخْصَةٌ وَلَيْسَ بِحَتْمٍ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ: تَتَّجِرُوا فِي الْحَجِّ، وَقَوْلُهُ: فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ .

الشرح

طلحة بن عمرو: هو الحضرمي المكي.

يروي عن: عطاء. لينوه وتكلموا فيه.

وروى الحديث المغيرة بن زياد عن عطاء أيضا.

وقول عائشة: كل ذلك قد فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنهم كانوا يتكلمون في القصر والإتمام فقالت: قد قصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتم، وبينت أن كلا منهما جائز، وبين به أن القصر ليس بعزيمة، واحتج الشافعي له بقوله تعالى: فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة وهذه اللفظة تشعر بأنه رخصة وليس بحتم كما في قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم أي: تتجروا في الحج، وقوله: فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن .