44 [ 42 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " "إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري أين باتت يده". .

قال أبو العباس: إنما أخرجت حديث مالك على حدة وسفيان على حدة؛ لأن الشافعي رحمه الله قبل ذلك ذكره عنهما جميعا على لفظ حديث مالك.

التالي السابق

الشرح

الشَّرْحُ

الْحَدِيثُ مَرْوِيٌّ مِنْ قَبْلُ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَلَى لَفْظِ رِوَايَةِ سُفْيَانَ هَا هُنَا، وَمِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَلَى لَفْظِ رِوَايَةِ مَالِكٍ هَا هُنَا، وَبَيَّنَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَّهُ إِنَّمَا أَعَادَ الْحَدِيثَ لِأَنَّ هُنَاكَ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ عَلَى لَفْظِ حَدِيثِ مَالِكٍ هَا هُنَا، وَهَا هُنَا رَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ بِخِلَافِ ذَلِكَ اللَّفْظِ، وَذَكَرَ الْحُفَّاظُ أَنَّ الْأَصَحَّ أَنَّ رِوَايَةَ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ كَرِوَايَةِ مَالِكٍ عَنْهُ، لَا كَرِوَايَةِ سُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَاعْلَمْ أَنَّ الشَّافِعِيَّ أَوْرَدَ الْحَدِيثَ فِي الْأُمِّ مَرَّتَيْنِ وَذَكَرَ مَرَّةً أَنَّ الْحَدِيثَ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ الْقَائِمَ مِنَ النَّوْمِ يَتَوَضَّأُ، وَفُهِمَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا قَالَ الشَّافِعِيُّ: [سَمِعْتُ] [ ص: 153 ] مَنْ أَرْضَى بِعِلْمِهِ بِالْقُرْآنِ يَزْعُمُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِينَ مِنَ النَّوْمِ.

فَبَيَّنَ أَنَّهُ كَيْفَ يَفْعَلُ حِينَ يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الِاسْتِيقَاظِ مِنَ النَّوْمِ، وَاحْتَجَّ بِهِ مَرَّةً عَلَى اسْتِحْبَابِ غَسْلِ الْيَدَيْنِ فِي أَوَّلِ الْوُضُوءِ.

الشرح

الحديث مروي من قبل من رواية سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة على لفظ رواية سفيان ها هنا، ومن رواية مالك وسفيان عن أبي الزناد على لفظ رواية مالك ها هنا، وبين أبو العباس أنه إنما أعاد الحديث لأن هناك رواه الشافعي عن مالك وسفيان على لفظ حديث مالك ها هنا، وها هنا رواه عن سفيان بخلاف ذلك اللفظ، وذكر الحفاظ أن الأصح أن رواية سفيان عن أبي الزناد كرواية مالك عنه، لا كرواية سفيان عن الزهري.

واعلم أن الشافعي أورد الحديث في الأم مرتين وذكر مرة أن الحديث يشير إلى أن القائم من النوم يتوضأ، وفهم ذلك من قوله تعالى: إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا قال الشافعي: [سمعت] [ ص: 153 ] من أرضى بعلمه بالقرآن يزعم أنها نزلت في القائمين من النوم.

فبين أنه كيف يفعل حين يتوضأ بعد الاستيقاظ من النوم، واحتج به مرة على استحباب غسل اليدين في أول الوضوء.