[ 516 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله ، وربما قال سفيان: عن عطاء عن عائشة، وربما قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة .

التالي السابق

الشرح

الشَّرْحُ

الْحَدِيثُ ثَابِتٌ مِنْ رِوَايَةِ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَرُبَّمَا كَانَ يُسْنِدُهُ سُفْيَانُ وَرُبَّمَا كَانَ يُرْسِلُهُ فَيَقُولُ: عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَائِشَةَ كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَيُوَافِقُهُ مَا قَدَّمْنَا مِنْ رِوَايَةِ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا بَعْدَ طَوَافِهَا بِالْكَعْبَةِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ: قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ جَمِيعًا.

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْقَارِنَ يَكْفِيهِ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْيٌ [ ص: 244 ] وَاحِدٌ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ، وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ وَطَاوُسٍ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ، وَذَهَبَ قَوْمٌ مِنْهُمُ: الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ إِلَى أَنَّ الْقَارِنَ يَطُوفُ طَوَافَيْنِ أَحَدُهُمَا عَنِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْوُقُوفِ وَالثَّانِي عَنِ الْحَجِّ بَعْدَ الْوُقُوفِ.

الشرح

الحديث ثابت من رواية عطاء عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وربما كان يسنده سفيان وربما كان يرسله فيقول: عن عطاء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة كما رواه مسلم عن ابن جريج عن عطاء، ويوافقه ما قدمنا من رواية جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها بعد طوافها بالكعبة وبالصفا والمروة: قد حللت من حجك وعمرتك جميعا.

وفيه دليل على أن القارن يكفيه للحج والعمرة طواف واحد وسعي [ ص: 244 ] واحد كما ذهب إليه الشافعي، ويروى ذلك عن ابن عمر وعطاء ومجاهد والحسن وطاوس، وبه قال مالك، وذهب قوم منهم: الثوري وأبو حنيفة إلى أن القارن يطوف طوافين أحدهما عن العمرة قبل الوقوف والثاني عن الحج بعد الوقوف.