6305 6306 ص: حدثنا علي بن معبد ، قال: ثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ، قال: ثنا وهيب ، قال: ثنا عمرو بن يحيى ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إبراهيم -عليه السلام- حرم مكة ، ودعا لهم، وإني حرمت المدينة ، ودعوت لهم بمثل ما دعا به إبراهيم -عليه السلام- لأهل مكة: ، أن يبارك لهم في صاعهم ومدهم". .

حدثنا علي ، قال: ثنا ابن أبي مريم ، قال: أنا محمد بن جعفر ، قال: أخبرني عمرو بن يحيى. . ." ، فذكر بإسناده مثله.

التالي السابق

الشرح

ش: هَذَانَ طَرِيقَانِ صَحِيحَانِ:

الْأَوَّلُ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ شَدَّادٍ الْمِصْرِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ الْبَصْرِيِّ شَيْخِ مُسْلِمٍ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ الْبَصْرِيِّ، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ ابْنِ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَ تَمِيمٌ أَخَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ -وَقِيلَ: لِأَبِيهِ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْصَارِيِّ الْمَازِنِيِّ الْمَدَنِيِّ الصَّحَابِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-.

[ ص: 67 ] وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ: عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ وُهَيْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى ... إِلَى آخِرِهِ نَحْوَهُ.

وَمُسْلِمٌ: عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَعَنْ أَبِي كَامِلٍ الْفُضَيْلِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنْ وُهَيْبٍ؛ كُلُّهُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ بِهَذَا.

الثَّانِي: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ أَيْضًا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيِّ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى ... إِلَى آخِرِهِ.

وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "سُنَنِهِ": مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى ... إِلَى آخِرِهِ نَحْوَهُ.

قَوْلُهُ: "وَدَعَا لَهُمْ" أَيْ: لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَحْمُونَهَا.

فَإِنْ قِيلَ: قَدْ قُلْتُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: "وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ".

قُلْتُ: مَعْنَى تَحْرِيمِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِإِعْلَامِ اللَّهِ لَهُ إِنَّهُ حَرَّمَهَا، فَتَحْرِيمُهُ لَهَا بِتَحْرِيمِ اللَّهِ، لَا مِنْ قِبَلِ اجْتِهَادِهِ وَرَأْيِهِ، أَوْ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ تَحْرِيمَهَا، فَكَانَ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ، فَأُضِيفَ إِلَى اللَّهِ مَرَّةً لِذَلِكَ، وَمَرَّةً إِلَى إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِحُكْمِهِ.

ش: هذان طريقان صحيحان:

الأول: عن علي بن معبد بن شداد المصري ، عن أحمد بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري شيخ مسلم ، عن وهيب بن خالد البصري، روى له الجماعة، عن عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري المدني روى له الجماعة، عن عباد بن تميم بن خزيمة الأنصاري المدني ابن أخي عبد الله بن زيد، وكان تميم أخا عبد الله بن زيد لأمه -وقيل: لأبيه- عن عبد الله بن يزيد بن عاصم الأنصاري المازني المدني الصحابي -رضي الله عنه-.

[ ص: 67 ] وأخرجه البخاري: عن موسى بن إسماعيل ، عن وهيب ، عن عمرو بن يحيى ... إلى آخره نحوه.

ومسلم: عن قتيبة ، عن الدراوردي، وعن أبي كامل الفضيل ، عن عبد العزيز بن المختار، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال، وعن إسحاق بن راهويه ، عن مغيرة بن سلمة المخزومي ، عن وهيب؛ كلهم عن عمرو بن يحيى ، عن عباد بن تميم ، عن عمه بهذا.

الثاني: عن علي بن معبد أيضا، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم المصري شيخ البخاري ، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري ، عن عمرو بن يحيى ... إلى آخره.

وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث عمرو بن يحيى ... إلى آخره نحوه.

قوله: "ودعا لهم" أي: للمؤمنين الذين يحمونها.

فإن قيل: قد قلت في حديث آخر: "إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، وقد قال الله تعالى: إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وجاء في حديث آخر: "ولم يحرمها الناس".

قلت: معنى تحريم إبراهيم -عليه السلام- يحتمل أن يكون بإعلام الله له إنه حرمها، فتحريمه لها بتحريم الله، لا من قبل اجتهاده ورأيه، أو وكل الله تعالى إليه تحريمها، فكان عن أمر الله، فأضيف إلى الله مرة لذلك، ومرة إلى إبراهيم -عليه السلام- بحكمه.