الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6743 6744 6745 6746 [ ص: 333 ] ص: وقد أباح رسول الله -عليه السلام- لعرفجة بن أسعد أن يتخذ أنفا من ذهب.

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا الحجاج بن المنهال ، قال: ثنا أبو الأشهب، (ح).

                                                وحدثنا أبو بشر الرقي ، قال: ثنا حسان بن عبيد الموصلي، قال: ثنا أبو الأشهب، (ح).

                                                وحدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا أحمد بن يونس ، قال: ثنا أبو الأشهب ، عن عبد الرحمن بن طرفة ، عن جده عرفجة بن أسعد: " أنه أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذ أنفا من ورق ، فأنتن عليه، فشكى ذلك إلى النبي -عليه السلام-، فأمره أن يتخذ أنفا من ذهب ففعل".

                                                حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد ، والخصيب بن ناصح ، وأسد بن موسى ، قالوا: ثنا أبو الأشهب ، عن عبد الرحمن بن طرفة ، عن عرفجة. . . . ، مثله.

                                                فقد أباح رسول الله -عليه السلام- لعرفجة بن أسعد ، أن يتخذ أنفا من ذهب إذا كان لا ينتن كما تنتن الفضة، فلما كان ذلك كذلك في الأنف، كان كذلك السن لا بأس بشدها بالذهب إذا كان لا ينتن، فيكون النتن الذي يكون من الفضة مبيحا لاستعمال الذهب، كما كان النتن الذي يكون منها في الأنف مبيحا لاستعمال الذهب مكانها؛ فهذه حجة.

                                                التالي السابق


                                                ش: ذكر حديث عرفجة - رضي الله عنه - شاهدا لصحة قول محمد بن الحسن الذي عليه الجمهور.

                                                وأخرجه من أربع طرق حسنة:

                                                الأول: عن محمد بن خزيمة بن راشد ، عن الحجاج بن منهال الأنماطي ، عن أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، عن عبد الرحمن بن طرفة ، عن جده عرفجة بن أسعد .

                                                [ ص: 334 ] وأخرجه أبو داود: ثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله الخزاعي -المعني- قالا: ثنا أبو الأشهب ، عن عبد الرحمن بن طرفة: "أن جده عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه، فأمره النبي -عليه السلام- فاتخذ أنفا من ذهب".

                                                الثاني: عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي ، عن حسان بن عبيد الموصلي عن أبي الأشهب ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الترمذي: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا علي بن هاشم بن البريد ، وأبو سعيد هو الصنعاني ، عن أبي الأشهب ، عن عبد الرحمن بن طرفة ، عن عرفجة بن أسعد، قال: "أصيبت أنفي يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذت أنفا من ورق فأنتن علي، فأمرني رسول الله -عليه السلام- أن أتخذ أنفا من ذهب".

                                                قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن عبد الله بن يونس شيخ البخاري ومسلم ، عن أبي الأشهب ... إلى آخره.

                                                وأخرجه النسائي: أنا محمد بن معمر ، عن حبان ، عن مسلم بن زرير، قال: ثنا عبد الرحمن بن طرفة ، عن جده عرفجة، نحوه.

                                                وأخرجه عن قتيبة ، عن يزيد بن زريع ، عن أبي الأشهب ... إلى آخره نحوه.

                                                الرابع: عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي الثقفي ، والخصيب بن ناصح الحارثي ، وأسد بن موسى، ثلاثتهم عن أبي الأشهب العطاردي ... إلى آخره.

                                                [ ص: 335 ] وأخرجه أحمد في "مسنده" ، والطبراني في "معجمه" ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" .

                                                قوله: "يوم الكلاب" بضم الكاف وتخفيف اللام، وبالباء الموحدة، موضع كان فيه يومان من أيام العرب المشهورة: الكلاب الأول، والكلاب الثاني واليومان في موضع واحد.

                                                وقيل: هو ماء بين الكوفة والبصرة، على سبع أميال من اليمامة، وكانت به وقعة في الجاهلية.

                                                والكلاب أيضا اسم واد بثهلان لبني العرجاء، من بني نمير، به نخل ومياه.

                                                قوله: "من ورق" بفتح الواو وكسر الراء.




                                                الخدمات العلمية