6403 ص: فكان من الحجة عليهم في ذلك أن جابرا -رضي الله عنه- قد أخبر أن النبي -عليه السلام- أطعمهم يومئذ لحوم الخيل ونهاهم عن وهم كانوا إلى الخيل أحوج منهم إلى الحمر، فدل تركه منعهم أكل لحوم الخيل أنهم كانوا في بقية من الظهر، ولو كانوا في قلة من الظهر حتى احتيج لذلك أن يمنعوا من أكل لحوم الحمر فكانوا إلى المنع من أكل الخيل أحوج؛ لأنهم يحملون على الخيل كما يحملون على الحمر، وركوب الخيل بعد ذلك لمعاني لا يركبون لها الحمر. لحوم الحمر،
فدل ما ذكرنا: أن العلة التي لها منعوا من أكل لحوم الحمر ليست هي هذه العلة.
[ ص: 143 ]