الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة

                                                            التالي السابق


                                                            [ ص: 166 ] (الحديث الخامس) وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قيل لبني إسرائيل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة (فيه) فوائد :

                                                            (الأولى) أخرجه من هذا الوجه الشيخان والترمذي من طريق عبد الرزاق وأخرجه البخاري أيضا والنسائي من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما عن معمر عن همام عن أبي هريرة ، ولفظ الرواية الثانية " فبدلوا وقالوا حنطة حبة في شعرة " (الثانية) هذا الباب قيل هو الباب الثامن من بيت المقدس قاله مجاهد وقيل باب القرية التي أمروا بدخولها وهي قرية الجبارين وهي أريحاء في المشهور وقيل كان لها سبعة أبواب وقال أبو علي باب قرية فيها موسى عليه السلام وقوله سجدا قال ابن عباس : منحنين ركوعا : وقال غيره خضوعا وشكرا لتيسير الدخول وقال وهب بن منبه قيل لهم ادخلوا الباب فإذا دخلتموه فاسجدوا واشكروا الله عز وجل (وحطة) بمعنى حط عنا ذنوبنا قاله الحسن وقتادة وقال ابن جبير معناه الاستغفار .

                                                            وقال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله ؛ لأنها تحط الذنوب ، وقال ثعلب التوبة قال الشاعر

                                                            فـــاز بالحطـــة التـــي جــعل اللــه بهـــــا ذنــــب عبــــده مغفــــورا

                                                            ، وقال الكلبي تعبدوا بقولها كفارة انتهى .

                                                            (الثالثة) قوله حطة مرفوع على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره مسألتنا حطة أي أن تحط عنا خطايانا ، وقال بعضهم تقديره أمرنا حطة ، وقال بعضهم : هو رفع على الحكاية .

                                                            (الرابعة) قوله (فدخلوا يزحفون على أستاههم) أي ينجرون على ألياتهم فعل المقعد الذي [ ص: 167 ] يمشي على أليته ، يقال : زحف الصبي إذا مشى كذلك والأستاء جمع أست وهو الدبر .



                                                            (الخامسة) قوله وقالوا حبة في شعرة أي قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء والاستخفاف بالأوامر الشرعية وهو كلام خلف لا معنى له وقد عرفت أن في رواية البخاري قيل حنطة فزادوا في لفظة الحطة نونا ، وغيروه بذلك عن مدلوله ، ثم ضموا إليه هذا الكلام الخالي عن الفائدة تتميما للاستهزاء وزيادة في العتو ، وفي كتب التفسير أنهم قالوا حطانا سمقانا يعنون حنطة حمراء فعاقبهم بالرجز وهو العذاب المقترن بالهلاك قال ابن زيد كان طاعونا أهلك الله به منهم في ساعة واحدة سبعين ألفا .



                                                            (السادسة) في قوله تعالى نغفر لكم خطاياكم ثلاث قراءات في المشهور (إحداها) قراءة نافع بالياء المثناة من تحت مضمومة وفتح الفاء .

                                                            (الثانية) قراءة ابن عامر بالتاء المثناة من فوق مضمومة وفتح الفاء .

                                                            (الثالثة) قراءة الباقين بالنون مفتوحة وكسر الفاء .




                                                            الخدمات العلمية