الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
(الطب والرقى) عن nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=679953nindex.php?page=treesubj&link=32187عليكم بهذه الحبة السوداء وهي الشونيز فإن فيها شفاء رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد واتفق عليه الشيخان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وزاد من كل داء إلا السام .
(الطِّبُّ وَالرُّقَى) عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=134بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : nindex.php?page=hadith&LINKID=679953nindex.php?page=treesubj&link=32187عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ وَهِيَ الشُّونِيزُ فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً رَوَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَادَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلَّا السَّامَ .
التالي السابق
(الطِّبُّ وَالرُّقَى) (الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ) عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=134بُرَيْدَةَ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ nindex.php?page=hadith&LINKID=679953عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ وَهِيَ الشُّونِيزُ فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً . رَوَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ (فِيهِ) فَوَائِدُ :
(الطب والرقى) (الحديث الأول) عن nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=679953عليكم بهذه الحبة السوداء وهي الشونيز فإن فيها شفاء . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد (فيه) فوائد :
(الأولى) لم يخرج أحد من أصحاب الكتب الستة حديث nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة فلذلك اقتصر رحمه الله على عزوه لرواية الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله وقد اتفق الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه على إخراج هذا المتن من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ، والسام الموت والحبة السوداء الشونيز لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بيان أن قوله والسام الموت إلى آخره من كلام nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وحده nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة وحده nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق عبد الله بن أبي عتيق عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
(الثانية) فيه أن nindex.php?page=treesubj&link=17348الحبة السوداء هي الشونيز قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض هو الأشهر وقال النووي هو الصواب المشهور الذي ذكره الجمهور . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : وذكر الحربي عن [ ص: 183 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنها الخردل وحكى الهروي عن غيره أنها الحبة الخضراء قال والعرب تسمي الأخضر أسود والأسود أخضر ، والحبة الخضراء ثمرة البطم أي بضم الباء الموحدة وإسكان الطاء المهملة قال : وهو شجر الضرو (قلت) هو بكسر الضاد المعجمة وإسكان الراء المهملة وآخره واو ، وقال في الصحاح : هو صمغ شجرة تدعى الكمكام تجلب من اليمن وقال أبو العباس القرطبي أولى ما قيل فيها إنها الشونيز لوجهين :
(أحدهما) أنه المذكور في الحديث .
(وثانيهما) أنه أكثر منافع من الخردل ، وحب الضرو متعين أن يكون هو المراد بالحديث إذ مقصوده الإخبار بأكثرية فوائده ومنافعه .
(الثالثة) (الشونيز) بضم الشين المعجمة وإسكان الواو وكسر النون وإسكان الياء المثناة من تحت وآخره زاي معجمة كذا ضبطناه ورويناه وقال أبو العباس القرطبي : قيده بعض مشايخنا بفتح الشين ، وقال غيره بالضم وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي أنه قال هو الشينيز أي بياء بعد الشين بدل الواو ، وقال كذا تقوله العرب . قال القاضي ورأيت غيره قاله الشونيز (قلت) هي كلمة أعجمية وشأن العرب عند النطق بمثلها التلاعب بها وإيرادها كيف اتفق .
(الرابعة) فيه nindex.php?page=treesubj&link=17348_17337الحض على استعمال الحبة السوداء ، وأن فيها شفاء قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ذكر الأطباء في منفعة الحبة السوداء التي هي الشونيز أشياء كثيرة وخواص عجيبة يصدقها قوله عليه الصلاة والسلام فيها فذكر جالينوس أنها تحل النفخ وتقتل ديدان البطن إذا أكلت أو وضعت على البطن وتنفي الزكام إذا قليت وصرت في خرقة وشمت وتزيل العلة التي ينقشر منها الجلد ، وتقلع الثآليل المتعلقة والمنكسة والحبلان وتدر الطمس المنحبس إذا كان انحباسه من أخلاط غليظة لزجة وتنفع الصداع إذا طلي بها الجبين وتقلع البثور والجرب ، وتحلل الأورام البلغمية إذا تضمد بها مع الخل ، وتنفع من الماء العارض في العين إذا استعط بها مسحوقه بدهن إلا برشاء ، وتنفع من إيضاب النفس ، ويتمضمض بها من وجع الأسنان ، وتدر البول واللبن وتنفع من نهشة الروتيلا وإذا بخر بها طردت الهوام .
قال القاضي وقال غير جالينوس خاصيتها إذهاب حمى البلغم والسوداء ، وتقتل حب القرع وإذا علقت في عنق المزكوم نفعته وتنفع من حمى الربع [ ص: 184 ]
(الخامسة) أطلق في حديث nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة أن فيها شفاء وقال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة من كل داء إلا السام ، واختلف العلماء في ذلك فقال أكثرهم هذا من العام المخصوص قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها ، وإنما أراد به شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة أو البلغم ، وذلك أنه حار يابس فهو شفاء بإذن الله تعالى للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة ، وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد والغذاء بالمشاكل .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي : العسل عند الأطباء إلى أن يكون دواء لكل داء أقرب من الحبة السوداء ولا يخفى أن من الأمراض ما إذا شرب صاحبه العسل خلق الله الألم بعده ، وأن قوله في العسل nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=69فيه شفاء للناس إنما هو في الأغلب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض والنووي هو محمول على العلل الباردة على نحو ما سبق في القسط وهو صلى الله عليه وسلم قد يصف بحسب ما شاهده من غالب حال الصحابة في الزمن الذي يخالطهم فيه ، ثم نقلا عن بعضهم أنه لا يبعد منفعة الحار من أدواء حارة لخواص فيها فقد نجد ذلك في أدوية كثيرة فيكون الشونيز منها لعموم الحديث ، ويكون استعماله أحيانا منفردا وأحيانا مركبا قال أبو العباس القرطبي وعلى هذا القول الآخر تحمل كلية الحديث على عمومها ، وإحاطتها ولا يستثنى من الأدواء شيء إلا الداء الذي يكون عند الموت في علم الله تعالى وعلى القول الأول يكون ذلك العموم محمولا على الأكثر والأغلب والله أعلم .
(السادسة) فيه nindex.php?page=treesubj&link=17260استحباب التداوي وهو مذهب أصحابنا وجمهور السلف وعامة الخلف وفيه رد على من أنكر التداوي من غلاة الصوفية ، وقال كل شيء بقضاء وقدر فلا حاجة إلى التداوي وحجة العلماء هذا الحديث وما في معناه وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=694915لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء أبرأه بإذن الله عز وجل .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره عن أسامة بن شريك قال nindex.php?page=hadith&LINKID=664331قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى ؟ قال نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا وهو الهرم قالوا ويجب أن يعتقد أن الله تعالى هو الفاعل ، وأن التداوي أيضا من قدر الله تعالى ، وهذا كالأمر بالدعاء [ ص: 185 ] وكالأمر بقتال الكفار وبالتحصين ومجانبة الإلقاء باليد إلى التهلكة مع أن الأجل لا يتغير والمقادير لا تتقدم ولا تتأخر عن أوقاتها ، ولا بد من وقوع المقدرات والله أعلم .
(السابعة) ( قوله) إلا السام يقتضي أن السام وهو الموت داء ، والمعروف أنه ليس داء ، وإنما هو عدم وفناء فيحتمل أوجها : (أحدها) أنه سماه داء على طريق المبالغة فإنه أشد من المرض ؛ لأن المرض داء يضعف والموت يعدم . (ثانيها) أنه استثناء منقطع أي لكن السام لا دواء له كما قال وداء الموت ليس له دواء ، وإطلاق الاستثناء على المنقطع مجاز لعدم دخوله فيما قبله ، والله أعلم .
(ثالثها) أنه المراد بالمرض الذي عند الموت وفراغ الأجل فلا ينفع فيه الدواء .