وأما ما أورده كذلك عن شيوخه فهو من قبيل ما ذكرناه قريبا في الثالث من هذه التفريعات.
وبلغني عن بعض المتأخرين من أهل المغرب أنه جعله قسما من التعليق ثانيا، وأضاف إليه قول - في غير موضع من كتابه -: "وقال لي فلان، وزادنا فلان" فوسم كل ذلك بالتعليق المتصل من حيث الظاهر، المنفصل من حيث المعنى، وقال: متى رأيت البخاري يقول: "وقال لي، وقال لنا" فاعلم أنه إسناد لم يذكره للاحتجاج به، وإنما ذكره للاستشهاد به. البخاري
وكثيرا ما يعبر المحدثون بهذا اللفظ عما جرى بينهم في المذاكرات والمناظرات، وأحاديث المذاكرة قلما يحتجون بها.
قلت: وما ادعاه على مخالف لما قاله من هو أقدم منه وأعرف البخاري وهو العبد الصالح بالبخاري، أبو جعفر بن حمدان النيسابوري، فقد روينا عنه أنه قال: "كل ما قال قال لي فلان" فهو عرض ومناولة. البخاري:
[ ص: 434 ]