الخامسة: أو كتاب البخاري رضي الله عنهما لم يلتزم مصنفوها فيها موافقتهما في ألفاظ الأحاديث بعينها مسلم من غير زيادة ونقصان لكونهم رووا تلك الأحاديث من غير جهة الكتب المخرجة على كتاب البخاري طلبا لعلو الإسناد، فحصل فيها بعض التفاوت في الألفاظ. ومسلم؛
وهكذا ما أخرجه المؤلفون في تصانيفهم المستقلة: كالسنن الكبير وشرح السنة للبيهقي لأبي محمد البغوي وغيرهما مما قالوا فيه: أخرجه أو البخاري فلا يستفاد بذلك أكثر من أن مسلم، أو البخاري أخرج أصل ذلك الحديث مع احتمال أن يكون بينهما تفاوت في اللفظ، وربما كان تفاوتا في بعض المعنى، فقد وجدت في ذلك ما فيه بعض التفاوت من حيث المعنى. مسلما
وإذا كان الأمر في ذلك على هذا فليس لك أن تنقل حديثا منها وتقول: هو على هذا الوجه في كتاب أو في كتاب البخاري إلا أن تقابل لفظه، أو يكون الذي خرجه قد قال: أخرجه مسلم، بهذا اللفظ، بخلاف الكتب المختصرة من الصحيحين فإن مصنفيها نقلوا فيها ألفاظ الصحيحين أو أحدهما. البخاري
غير أن الجمع بين الصحيحين منها يشتمل على زيادة تتمات لبعض الأحاديث كما قدمنا ذكره، فربما نقل من لا يميز بعض ما يجده فيه عن الصحيحين أو أحدهما وهو مخطئ؛ لكونه من تلك الزيادات التي لا وجود لها في واحد من الصحيحين. للحميدي الأندلسي
ثم إن التخاريج المذكورة على الكتابين يستفاد منها فائدتان: إحداهما: علو الإسناد. والثانية: الزيادة في قدر الصحيح لما يقع فيها من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث يثبت صحتها بهذه التخاريج؛ لأنها واردة بالأسانيد الثابتة في الصحيحين أو أحدهما، وخارجة من ذلك المخرج الثابت. والله أعلم.
[ ص: 251 ] [ ص: 252 ]