ذكر البيان بأن هذه الصلاة كانت آخر الصلاتين اللتين وصفناهما قبل 
 2125  - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني  قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي  قال : حدثنا أيوب بن سليمان  قال : حدثني أبو بكر بن أبي أويس  عن  سليمان بن بلال  عن  حميد الطويل  عن  ثابت البناني  عن  أنس بن مالك  ، قال : آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم في ثوب واحد متوشحا به   - يريد قاعدا خلف  أبي بكر   - . 
 [ ص: 497 ] قال  أبو حاتم  رضي الله عنه : هذا الخبر ينفي الارتياب عن القلوب أن شيئا من هذه الأخبار يضاد ما عارضها في الظاهر ، ولا يتوهمن متوهم أن الجمع بين الأخبار على حسب ما جمعنا بينها في هذا النوع من أنواع السنن يضاد قول  الشافعي  رحمة الله ورضوانه عليه ؛ وذلك أن كل أصل تكلمنا عليه في كتبنا ، أو فرع استنبطناه من السنن في مصنفاتنا هي كلها قول  الشافعي  ، وهو راجع عما في كتبه ، وإن كان ذلك المشهور من قوله ، وذاك أني سمعت  ابن خزيمة  يقول : سمعت المزني  يقول : سمعت  الشافعي  يقول : إذا صح لكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا به ، ودعوا قولي ،  [ ص: 498 ]  وللشافعي  رحمة الله عليه في كثرة عنايته بالسنن وجمعه لها ، وتفقهه فيها ، وذبه عن حريمها ، وقمعه من خالفها زعم أن الخبر إذا صح فهو قائل به ، راجع عما تقدم من قوله في كتبه ، وهذا مما ذكرناه في كتاب المبين أن  للشافعي  رحمه الله ثلاث كلمات ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله ، ولا تفوه بها أحد بعده إلا والمأخذ فيها كان عنه : 
إحداها : ما وصفت . 
والثانية : أخبرني  محمد بن المنذر بن سعيد  عن الحسن بن  [ ص: 499 ] محمد بن الصباح الزعفراني  قال : سمعت  الشافعي  يقول : ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ . 
والثالثة : سمعت موسى بن محمد الديلمي  بأنطاكية  يقول : سمعت  الربيع بن سليمان  يقول : سمعت  الشافعي  يقول : وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب ، ولم ينسبوها إلي . 
				
						
						
