الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2998 (32) باب

                                                                                              بيع البعير واستثناء حملانه

                                                                                              [ 1691 ] عن جابر بن عبد الله قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاحق بي وتحتي ناضح لي قد أعيا فلا يكاد يسير، قال: فقال لي: ما لبعيرك؟. قال: قلت: عليل، قال: فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزجره ودعا، فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير، قال: فقال لي: كيف ترى بعيرك. قال: قلت: بخير، قد أصابته بركتك، قال: "أفتبيعنيه؟ ". فاستحييت، ولم يكن لنا ناضح غيره، قال: نعم، فبعته إياه، في رواية: بأوقية، على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة، قال: فقلت: يا رسول الله، إني عروس، فاستأذنته فأذن لي، فتقدمت إلى المدينة حتى انتهيت، فلقيني خالي فسألني عن البعير، فأخبرته بما صنعت فيه، فلامني فيه، قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي حين استأذنته: ما تزوجت، أبكرا أم ثيبا؟ فقلت له: تزوجت ثيبا، قال: أفلا تزوجت بكرا  تلاعبها وتلاعبك؟. وذكر نحو ما تقدم، قال: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة غدوت بالبعير، فأعطاني ثمنه ورده علي.

                                                                                              وفي رواية: فلما قدمنا المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: أعطه أوقية من ذهب، وزده. قال: فأعطاني أوقية من ذهب وزادني قيراطا، قال: فقلت: لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكان في كيس لي، فأخذه أهل الشام يوم الحرة.

                                                                                              وفي أخرى: فقال صلى الله عليه وسلم: أتراني ماكستك لآخذ جملك؟ خذ جملك ودراهمك فهو لك.

                                                                                              وفي أخرى: قال: فنخسه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: اركب باسم الله. وقال: فما زال يزيدني ويقول: والله يغفر لك. اختلفت الروايات في كم كان ثمن الجمل، ففي بعضها: أوقية، وفي بعضها: أوقيتان ودرهم، أو درهمان، وفي بعضها: خمس أواق، وكلها ثابت في الأم.


                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 375 )، والبخاري (2097)، ومسلم (715) (109-117)، وأبو داود (3505)، والترمذي (1253)، والنسائي ( 7 \ 197 )، وابن ماجه (2205). [ ص: 501 ]

                                                                                              التالي السابق



                                                                                              الخدمات العلمية