الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
339 [ 176 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ; قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657347قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=24774_22630_9_30496_30524من أتم الوضوء كما أمره الله ، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن .
(قوله : " وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ") يعني : أن الوضوء لم يبق [ ص: 491 ] عليه ذنبا ، فلما فعل بعده الصلاة كان ثوابها زيادة له على المغفرة المتقدمة . و " النفل " : الزيادة ، ومنه : nindex.php?page=treesubj&link=8489نفل الغنيمة ; وهو ما يعطيه الإمام من الخمس بعد القسمة .
وهذا الحديث يقتضي أن الوضوء بانفراده يستقل بالتكفير . وكذلك حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فإنه قال فيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=662372nindex.php?page=treesubj&link=24774إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه " ، وهكذا إلى أن قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=662372حتى يخرج نقيا من الذنوب " ، وهذا بخلاف أحاديث nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان المتقدمة ; إذ مضمونها : أن التكفير إنما يحصل بالوضوء إذا صلى به صلاة مكتوبة يتم ركوعها وخشوعها . والتلفيق من وجهين :
أحدهما : أن يرد مطلق الأحاديث إلى مقيدها .
والثاني : أن نقول : إن ذلك يختلف بحسب اختلاف أحوال الأشخاص ; فلا بعد في أن يكون بعض المتوضئين يحصل له من الحضور ، ومراعاة الآداب المكملة ما يستقل بسببها وضوؤه بالتكفير ، ورب متوضئ لا يحصل له مثل ذلك ، فيكفر عنه بمجموع الوضوء والصلاة ، ولا يعترض على هذا بقوله - عليه الصلاة والسلام - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=657347من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات المكتوبة كفارات لما بينهن " ، لأنا نقول : من اقتصر على واجبات الوضوء فقد توضأ كما أمره الله تعالى ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي : " nindex.php?page=hadith&LINKID=883658توضأ كما أمرك الله " ، فأحاله على آية [ ص: 492 ] الوضوء ، على ما قدمناه . وكذلك ذكر nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث رفاعة بن رافع ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=667385إنها لم تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء ، كما أمره الله تعالى ، فيغسل وجهه ، ويديه إلى المرفقين ، ويمسح برأسه ، ورجليه إلى الكعبين " ، ونحن إنما أردنا المحافظة على الآداب المكملة التي لا يراعيها إلا من نور الله باطنه بالعلم والمراقبة ، والله تعالى أعلم .