مسألة فعل النبي عليه السلام كما لا عموم له بالإضافة إلى أحوال الفعل فلا عموم له بالإضافة إلى غيره
بل يكون خاصا في حقه إلا أن يقول : أريد بالفعل بيان حكم الشرع في حقكم كما قال { } بل نزيد ، ونقول : قوله تعالى : { صلوا كما رأيتموني أصلي يا أيها النبي اتق الله } وقوله : { لئن أشركت ليحبطن عملك } يختص به بحكم اللفظ ، وإنما يشاركه غيره بدليل لا بموجب هذا اللفظ ، كقوله : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } وقوله تعالى : : { فاصدع بما تؤمر } وقال قوم ما ثبت في حقه فهو ثابت في حق غيره إلا ما دل الدليل على أنه خاص به ، وهذا فاسد لأن الأحكام إذ قسمت إلى خاص ، وعام فالأصل اتباع موجب الخطاب فما ثبت بمثل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا } ، و { يا أيها الناس } ، و { يا عبادي } ، و يا { أيها المؤمنون } فيتناول النبي إلا ما استثني بدليل ، وما ثبت للنبي كقوله : { يا أيها النبي } فيختص به إلا ما دل الدليل على الإلحاق .
وقوله تعالى : { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء } عام لأن ذكر النبي جرى في صدر الكلام تشريفا ، وإلا فقوله : { طلقتم } عام في صيغته . وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " افعل " لأبي هريرة " راجعها " خاص إنما يشمل الحكم غيره بدليل آخر مثل قوله : { ولابن عمر حكمي على الواحد حكمي على الجماعة } أو ما جرى مجراه .