[ المسألة ] الرابعة [ ما المبين القول أم الفعل ]
إذا ؟ فإما أن يتفقا في الحكم ، وإما أن يختلفا ، فإن اتفقا وعلم سبق أحدهما فهو المبين قولا كان أو فعلا ، والثاني تأكيد له . وقيل : إن كان الفعل أضعف دلالة منه لم يحمل على تأكيده ، إذ يمتنع التأكيد بالأضعف ، وإن لم يعلم ، فلا يقضى على واحد منهما بأنه المبين بعينه ، بل يقضى بحصول البيان بواحد لم يطلع عليه ، وهو الأول في نفس الأمر [ ص: 102 ] والثاني تأكيد . وقال صاحب " الكبريت الأحمر " : [ مكانا يتميز عنهما بيانها ] وقيل : هذا إذا تساويا في القوة ، فإن اختلفا فالأشبه أن المرجوح هو المتقدم ورودا ، وإلا لزم التأكيد بالأضعف ، وإن اختلفا علما كأمره بعد نزول الحج القارن أن يكون طوافا واحدا . وروي { ورد بعد المجمل قول وفعل ، وكل واحد منهما صالح لبيانه فماذا يكون البيان } . أنه عليه السلام قرن ، فطاف لهما طوافين
فالمختار عند الجمهور منهم الإمام فخر الدين ، وأتباعه ، أن المبين هو القول سواء كان متقدما على الفعل أو متأخرا ، أو يحمل الفعل على الندب أو الواجب المختص به ، وذلك لأن دلالة القول على البيان بنفسه ، بخلاف الفعل فإنه لا يدل إلا بواسطة انضمام القول إليه ، والدال بنفسه أولى . وقال وابن الحاجب أبو الحسين البصري : المقدم مطلقا هو البيان كما في صورة اتفاقهما . .