الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          201 - وعن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم صلوات الله عليه، فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم ؟ لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله . قال فيأتون إبراهيم فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك . إنما كنت خليلا من وراء وراء . اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما، فيأتون موسى فيقول : لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه. فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق . قلت : بأبي وأمي، أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل لا يستطيع السير إلا زحفا، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به : فمخدوش ناج ومكردس في النار . والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفا . رواه مسلم .

                                          قوله: «وراء وراء» هو بالفتح فيهما . وقيل بالضم بلا تنوين، ومعناه : لست بتلك الدرجة الرفيعة وهي كلمة تذكر على سبيل التواضع . وقد بسطت معناها في شرح صحيح مسلم، والله أعلم .

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية