الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          393 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته . فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : يا أسامة أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ قلت : يا رسول الله إنما كان متعوذا . فقال : أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ ! فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم . متفق عليه .

                                          وفي رواية : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقال : لا إله إلا الله وقتلته ؟ قلت : يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟ ! فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ .

                                          [ ص: 119 ] «الحرقة» بضم الحاء المهملة وفتح الراء : بطن من جهينة القبيلة المعروفة . وقوله: «متعوذا» : أي معتصما بها من القتل لا معتقدا لها .

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية